بداية لا أعمم الحكم فهناك عناصر فتحاوية صادقة في نضالها ضد الصهاينة وتؤمن بالكفاح المسلح كطريق لتحرير الوطن المحتل، وهم على خطى الشهيد خليل الوزير الملقب ب "أبوجهاد"، وكذلك هناك "شهداء الأقصى" أحد أجنحة "فتح" العسكرية الذي أسسه الراحل "أبوعمار" ياسر عرفات في سنة2000، ولقد شارك هذا الجناح في معركة العصف المأكول بغزة. لكن مع الأسف هذه العناصر المكافحة مشتتة وليست في مراكز القرار السياسي، لهذا السبب خلت الساحة لتيارالمفاوضات العبثية الذي يملك السلطة والمال، إضافة إلى الدعم الخارجي الأمريكي والصهيوني ثم الخليجي. إنني أحمل المسؤولية لتنظيم "فتح " أوصاحبة الرصاصة الأولى في الثورة الفلسطينية المسلحة حسب زعم أعضائها . إذن فلماذا نحمل ""فتح" المسؤولية عن التفريط في نهج المقاومة المسلحة وتبديله بنهج المساومة المنبطحة؟ في نظري هناك سببين: الأول، يكمن في القيادة الفلسطينية الممثلة في رئيس السلطة الوطنية "عباس أبومازن" وهو رئيس منظمة "فتح" أكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية"الممثل الوحيد والشرعي" للفلسطينيين. والسبب الثاني هو قبول عناصر "فتخ" بأخطر عناصر اتفاقية العار"أوسلو"، التخلي عن الكفاح المسلح و التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني لأزيد من20سنة، كما ساندت عباس بل دافعت عن نهجه في إدارة المفاوضات العبثية. لقد صرح الصهيوني "روني شكيد"، وهو أحد الرؤساء السابقين لجهاز الإستخبارات الداخلية السيئ الذكر "الشين بيت"، في أحد برامج قناة الجزيرة القطرية حول موضوع العملاء، وذلك بعد تصفية حماس ل18 عنصر من عملاء غزة أثناء حرب"العصف المأكول"، حيث قال هذا الصهيوني المتطرف:"..لا وجود لأمن إسرائيل بدون عملاء.." حللوا وناقشوا. فهو لم يذكر الترسانة الهائلة لأسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها "إسرائيل" أو الدعم الخارجي الأمريكي اللامشروط..إنه ذكر "العملاء" كعنصر أهم في دعم أمن الصهاينة. فهنا أيها الإخوة المناضلون تتضح أهمية التنسيق الأمني مع هذا الكيان، لقد أفرط البعض في التفاؤل ببدء المصالحة الوطنية الفلسطينية، لكنني كنت متحفظا على نجاحها بسبب التنسيق الأمني مع الصهاينة، "فعباس" لم يجرؤ حتى على التهديد بوقف التنسيق وربط استمراره بوقف الإستيطان مثلا أو بإطلاق صراح المعتقلين الفلسطينين في زنازن العدو، ومنهم قيادات في فصائل منظمة التحرير نذكر منهم المناضل أحمد سعدات الأمين العام الحالي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكذا القيادي في حركة فتح المناضل مروان البرغوثي وهو يقبع بسجن "هداريم" الصهيوني ، ولقد تم اعتقاله برام الله مركز السلطة الفلسطينية بقيادة "عباس" قمة الإهانة، وهناك العشرات من المعتقلين نكتفي بالمثالين السابقين. لقد قال أحد المناضلين :" إن الراحل أبوعمار عرفات قال له المفاوض الصهيوني نعطيك 48بالمئة من الضفة وتعطينا 100بالمئة من الأمن لإسرائيل أجاب بلا، بل تعطوني 100بالمئة، ردوا عليه لن نعطيك إلا 48، قال: إذن فلكم فقط 48من الأمن لدولتكم.". قدنختلف مع الرجل لكنه كان قائدا له شخصية ولم يتنكر لماضيه القتالي ، حيث عاش في الخنادق و قاوم بالبندقية، وفي خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام1974، أكد في خطابه هذا على أن الكفاح المسلح يعد دعامة للنضال الديبلوماسي، وهو يتقاطع مع ما قاله رئيس المكتب السياسي ل"حماس" المناضل خالد مشعل:"..المفاوضات بدون مقاومة مسلحة تعد مجرد تسول على أعتاب الأعداء.." وقال أبوعمار رحمه الله في خطابه :"..لقدجئتكم ياسيادة الرئيس بغصن الزيتون مع بندقية ثائر..فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي."، إذن فهو يهدد بحمل السلا ح إذا لزم الأمر ولم يفرط فيه نهائيا، كما أنه رفض بشكل قاطع التفريط في القدس، حيث اعتبرها عاصمة فلسطين، لقد طلب منه الصهيوني المقبورط إسحاق رابين" التخلي عن القدس فكان جوابه رحمه الله: "..أتريد أن تمشي في جنازتي.. ستبقى القدس عاصمة لدولتنا"، لهذا تمت تصفيته بسم "البولونيوم" ونحسبه عند الله شهيدا. وقارنوا بين هذه القيادة المكافحة وقيادة "عباس" الذي يفتخر بكونه لم يطلق رصاصة قط في حياته على العدو، إنه كارثة على" فتح" ومنظمة التحرير وعلى السلطة الوطنية الفلسطينية..والناس أجمعين. إن من أهم المفارقات بين نهج الصهاينة في اختيار قادتهم، ونهج السلطة في تولية القادة هي : أولا، عندما يوغل الزعيم الصهيوني في سفك الدماء الفلسطينية ولايتنازل عن"أرض الميعاد" ويتوسع في اللإستيطان، فإنه يصبح قائدا لدولة"إسرائيل". لكن عند السلطة فالإختيار مبني على من يقدم المزيد من التنازلات و يفرط في أرض"الميعاد"، لهذا فصراع خلافة عباس على أشده بين انتهازي رام الله ومن يقدم منهم عرضا مغريا للصهاينة، وأنا أرجح عودة"دحلان" كبديل "لعباس" وبعد "دحلان" سيأتي "خذلان" أو ربما رئيس"سكران" المهم يبقى الصهاينة هم الرابحين، لأنهم ببساطة لايقبلون إلا من يقدم الأفضل في المفاوضات.. واليوم سنضع مقارنة بين الضفة الغربية بعد 21سنة من المفاوضات العبثية، والتنسيق الأمني مع الصهاينة أي الخيانة بغطاء رسمي، وماحققته المقاومة المسلحة في قطاغ غزة "العزة". أولاعلى المستوى الأمني: في الضفة العملاء يسرحون ويمرحون، أي لهم اعتبار يرقى إلى درجة"المواطنة الصالحة" أصلحكم الله. والعكس في غزة العزة يتحرك العملاء بصعوبة بالغة، ومن ضبط منهم يعدم بعد محاكمة ثورية، ويعتبرهم الناس مجرد حثالة و انتهازيين غير مخلصين لوطنهم. ثانيا، الضفة تغص بالحواجز الأمنية الصهيونية "بين حاجز وحاجز هناك حاجز". لكن في غزة لاوجود للصهاينة وحواجزهم الأمنية وغيرها إذن فهي محررة. ثالثا، فبسبب مفاوضات عباس تضاعف الإستيطان بشكل سرطاني وأصبح يهدد القدس وكل الضفة. لكن في غزة العزة ليس هناك أصلا وجود للمستوطنين بل أصبحت غزة بعد "حرب العصف المأكول" تطرد المستوطنين من غلافها بسبب القصف ، فهناك عائلات صهيونية غادرت غلاف غزة بشكل نهائي وأخرى خائفة من هجوم المقاومة، رغم تطمينات قادة الجيش الصهيوني. خلاصة: المقاومة كلها خير رغم الخسائر، لأن التحرير لابد له من ثمن يدفع. أب المعطي أش ظهرليك في مشكل التنسيق الأمني مع العدو؟ أنا ولدي فاش كنت شاب كانت المقاومة المغربية ضد فرانسا أو اللي حصلتو"الفيدا" كي يتعاون مع الإستعمار كيقتلوه لأنه خائن.