عادت جبهة البوليساريو الانفصالية إلى مسلسل استفزازاتها للمغرب بالقرب من خطوط الدفاع بالصحراء المغربية، للتنفسي على أزمتها الداخلية التي خلفها مرض زعيمها ابراهيم غالي. وحاولت في الأيام القليلة الماضية تنفيذ مناوشات عسكرية لإلهاء الرأي العام، بعدما توجهت الأأنظار لفضيحة الطريقة الملتبسة التي دخل بها غالي للتراب الإسباني، وما أعقب ذلك من قضايا وشكاوى رفعت ضده في المحاكم الإسبانية. وكشف "فورساتين" أن البوليساريو لم تستطع تحقيق أي خرق "ومنيت بهزيمة نكراء أمام نباهة الجيش المغربي، الذي يدير المنطقة ببراعة، ويتصيد كل المحاولات الجنونية الطامعة في تحقيق المستحيل". استفزازات البوليساريو التي تمت بإيعاز من الجزائر، جاءت أيضا للتغطية على "الفشل الذريع الذي منيت به المخابرات الجزائرية من حيث عدم قدرتها على إدارة نقل ابراهيم غالي من الجزائر إلى إسبانيا بشكل سري"، حسبما أفاد منتدى "فورساتين" في مقال. ملف مرض غالي وغيابه عن المخيمات للاستشفاء بإسبانيا فتح الباب على مصراعيه حول خليفته في قيادة الجبهة، في حالة وفاته، كما أعاد إلى الواجهة صراعا متجدرا داخل القيادة بين أجنحة الجبهة، فتفاقم إلى أن وصلت الأمور لطريق مسدود يستدعي تدخل الراعي الجزائري. وكشف "فورساتين" أن صراع الأجنحة وصل حدا مقلقا، حيث تجاوز التراشق اللفظي، ولم يعد من خلف الستار عبر تجييش المدونيين والذباب الالكتروني ، وتسريب المعطيات الحساسة، ونشر أخبار تهدد هذا الطرف أو ذاك، "بل وصل الأمر مداه، مع تفجر فضيحة القبض على شبكة للتجسس من داخل المخيمات، تعمل مع جهات خارجية". ملف الجوسسة، يضف المصدر ذاته، أريد له أن يكون أداة لضرب قيادات ومسؤولين معينين، و"تهمة الجوسسة والتخابر كافية لبعثهم إلى ما وراء الشمس، وكأن جبهة البوليساريو تحن لسنوات الماضي، والتجاوزات الخطيرة التي طبعت مسارها، ولا زالت تعيش على وقعها إلى اليوم بسبب ظلمها للمئات من الأبرياء وإعدامهم والزج ببعض منهم في السجون منهم من خرج بعاهة مستديمة".