تفاعل العالم المتحضر وتفاعلت معه الأقلام الحرة، مع رفض الفيلسوف الألماني المخضرم "يورغن هابرماس" لجائزة الشيخ زايد الإماراتية لشخصية العام الثقافية. لقد اعتبر الفيلسوف الألماني البالغ من العمر 91سنة، في تصريح للصحيفة الألمانية "دير شبيغل" القبول بهذه الجائزة خطأ، فتداعت على إثر هذا التصريح وهذا الرفض ردود فعل واسعة تحية للفيلسوف وإشادة بموقفه الذي عبر من خلاله عن رفضه للممارسات غير الديموقراطية للإمارات و تدخلاتها المشؤومة والمدمرة لبلدان أخرى. ربما كانت تعتقد الإمارات بأنها بمثل هذه الجوائز تسعى لترسيخ قيم المحبة والتسامح والحوار بين الأمم والشعوب، كما عبر عن ذلك محمد بن زايد أثناء تهنئته لهابرماس عبر تغريدة في تويتر، إلا أن الرد جاء قاسيا من الفيلسوف، وكأني به يكفر بالتسامح والمحبة والحوار عندما يجيء من دولة الاستبداد وتفتيت الأمم بالمؤامرات والدسائس وشراء ضمائر الخونة لأمتهم وشعوبهم لضرب حسن الجوار وإسقاط أنظمة قائمة خدمة لأجندات أعداء الأمة والشعوب العربية. لقد فرح الإعلام الحر الديموقراطي الذي يتخندق في خندق إرادة الشعوب والأنظمة الحرة المستقلة بهذه الصفعة العالمية القوية في وجه رائدة الشر ومتزعمة المؤامرات والانقلابات، فعبر الصحفي اللبناني وسام عبيد المقيم بألمانيا بأن رفض هابرماس لهذه الجائزة هو انتصار للقيم الثقافية في مقابل القيم المادية. وذهب المدون عبد الرحمن حجو إلا أن موقف الفيلسوف الألماني يعتبر درسا عظيما لمن يتهافتون لمصافحة أصحاب السلطة للحصول على مكتسبات مادية ثم بعد ذلك يخرجون إلينا في صورة المثقف المحب للسلام. ويرى أحمد حايك أن البروفيسور الألماني اعتبر التكريم إهانة، فغرد قائلا: " أرادت الإمارات أن تكرم يورغن هابرماس فقال لها: لا عفوا، تكريمي من دكتاتورية أمنية إهانة لاشتغالي في الديموقراطية" ومن الضفة الأخرى عبر الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله أن تبرير هابرماس غير مقنع ولا يليق به، فكتب قائلا: "جائزة الشيخ زايد تأسف لتراجع المفكر الألماني هابرماس عن قبول الجائزة. نحترم قراره لكن تراجعه مستغرب وتبريره غير مقنع، حيث خضع لضغوط تيارات متشددة وجاهلة، وهو ما لا يليق بمفكر كبير مستقل بفكره" ويبقى السؤال الأكثر نضجا: هل لو عرضت جائزة الخزي والعار هاته على مثقفين عرب، هل كانوا سيملكون الشجاعة لرفضها تسجيلا لموقف من الانقلابيين والمتآمرين على الشعوب والأنظمة على السواء؟