تم منح الجائزة الكبرى للاعلام الالمانية الفرنسية لسنة 2018 للفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني يورغن هابرماس، تقديرا لأعماله وانخراطه لفائدة أوروبا ديمقراطية. وقال وزير الشؤون الخارجية الالماني هايكو ماس خلال تسليمه الجائزة لهابرماس في حفل نظم مؤخرا ببرلين، "من خلال انخراطك بشغف من أجل أوروبا ، فانك أسديت، بشكل لا مثيل له ، خدمة كبيرة للتفاهم الفرنسي الألماني والتفاهم الأوروبي: كفيلسوف وعالم اجتماع ومحاضر وكاتب ومثقف، بان للجسور بين فرنساوألمانيا". وأضاف الوزير أنه "في الوقت الذي تهدد فيه أوروبا بالتفكك داخليا وبالتقسيم من الخارج ، يجب أن نكون متحدين بشكل كلي مع فرنسا. عندما أقول بشكل كلي ، أريد أن أتحدث عن رغبتنا في عدم السعي إلى التسويات التي تقتصر على "الاخذ والعطاء "' في مجالات سياسية معينة ، ولكن السعي ، على أساس اعتبارات عليا واستراتيجية ، إلى اتفاق يمتد إلى العديد من المجالات السياسية". من جانبه، أكد الفيلسوف الالماني في كلمة بهذه المناسبة أن أوروبا بحاجة إلى مزيد من التضامن على أساس الثقة المتبادلة وغير المشروطة اقتصاديا، مشددا على أهمية بناء الثقة عبر الحدود. وقال إن مفهوم التضامن ينطبق على علاقة الثقة المتبادلة بين الأطراف الفاعلة التي تربط نفسها طواعية بالعمل السياسي المشترك، وليس تكييفا لصالح طرف واحد. وخلال الحفل، سلم منظمو الجائزة رسالة "مفاجأة" من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لهابرماس حيث يصفه "بالفيلسوف الذي لا يعرف الكلل، مضيفا "في وقت تهدد فيه قارتنا بالتفكك ، حيث يبدو أن الدول تريد الانغلاق على نفسها وحيث تتفاقم الأنانية القومية، مما يهدد المثل العليا التي أسس عليها الاتحاد الأوروبي ، صوتك هو أغلى من أي وقت مضى". ويعتبر يورغن هابرماس (مواليد عام 1929) من رواد الفلسفة وعلم الاجتماع على مستوى العالم في الوقت المعاصر،كما أنه يمثل الجيل الثاني لمدرسة فرانكفورت النقدية. له أكثر من خمسين مؤلفا بالإضافة إلى مئات الأبحاث والمقالات المنشورة في كبريات المجلات والصحف الدولية. يشار الى أن جائزة الإعلام الألمانية الفرنسية، التي تعتبر واحدة من أهم الجوائز في أوروبا اليوم، تتوج العمل الصحفي القيم الذي يساهم في فهم أفضل للسياقات الاجتماعية في ألمانياوفرنسا وأوروبا.