شرع البرلماني حميد شباط، والأمين العام السابق لحزب الاستقلال وعمدة فاس الأسبق، في تنظيم عدد من اللقاءات مع ساكنة المدينة، في فضاءات عامة وداخل المنازل، مقدما لهم مجموعة من الوعود الانتخابية، وذلك بالموازاة مع جولات قام بها في المدينة العتيقة. ووفق مقطع فيديو وصور نشرها مقربون من حميد شباط على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن التجمعات لم تُراعى فيها التدابير والإجراءات الاحترازية التي تقرها السلطات لمواجهة تفشي فيروس كورونا، خاصة ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي. التجمعات الخطابية التي وصفها كثيرون بأنها حملة انتخابية سابقة لأوانها، وعد خلالها شباط الساكنة بنهاية "السنوات العجاف" بمدينة فاس بعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ملحما إلى عزمه العودة لرئاسة المجلس الجماعي لمدينة فاس. ففي شريط فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الإثنين، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منه، ظهر شباط وهو يخاطب مجموعة من المواطنين بأحد الأحياء، أغلبهم نساء، مقدما الشكر لهم على حضورهم الكثيف إلى التجمع الخطابي. واعتبر شباط في كلمة مقتضبة له بالميكروفون، أنه مباشرة بعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ستنتهي الأزمة والمشاكل وتعقيد المساطر و"البلوكاج" الموجود في المدينة، مشيرا إلى أن النتائج ستكون جد إيجابية وسيتم توفير فرص شغل للجميع، حسب قوله. وهاجم شباط حزب العدالة والتنمية الذي يسير الحكومة وجماعة فاس، قائلا: "نتمنى أن نتجاوز هؤلاء الذين في البلدية، والذين لا يراعون مشاكل الناس، وأن نتجاوز الحكومة التي لم تقدم أي شيء لسكان المغرب طيلة 10 سنوات". ووعد المتحدث السكان المحتشدين بتنظيم لقاءات كبيرة أثناء الحملة الانتخابية المقبلة، مضيفا: "سنبقى رهن إشارتكم وأوفياء لكم ولمدينة فاس ومقدسات هذا الوطن وثوابت المملكة، نحن معكم لتغيير الأوضاع داخل فاس إلى الأفضل والأحسن". وأول أمس السبت، نظم شباط بمنزل المستشار الاستقلالي وأحد القياديات المحلية للحزب، إسماعيل العلوي الصوصي، لقاءً نواصليا مع ساكنة منطقة واد فاس، حيث وجه خلال الاجتماع انتقادات لاذعة للمجلس الجماعي الحالي للمدينة. ويوم 28 مارس المنصرم، احتضن بيت الاستقلالي حسن اشديك بحي عين عمير بفاس، لقاءً لحميد شباط مع مجموعة من المواطنين، حيث أشار مقرب من شباط أن اللقاء "خُصص للإنصات لمشاكل الساكنة وتذمرها من تدني الخدمات الجماعية واستيائها من التسيير بمقاطعة سايس منذ تولي البيجيدي مقاليد جماعة فاس". كما قام شباط يوم 24 مارس الماضي، بجولة بسويقة حي الأمل المجاورة لمسجد النور بمدينة فاس، حيث أجرى لقاءات مع تجاب السوق وتعهد بمواكبتهم لإيجاد حلول لهم. وكان حميد شباط قد عاد إلى المغرب شهر أكتوبر الماضي، بعد غياب دام قرابة السنتين، حيث كان يقيم بتركيا، فيما راجت قبل أسابيع، أخبار عن منع شباط من الترشح باسم حزب الاستقلال في الانتخابات المقبلة، وأن عددا من أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، واللجنة المركزية، قرروا دعم قرار عدم تزكية شباط. غير أن الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، كشف سابقا في برنامج "حوار في العمق" حول صحة منع شباط من الترشح للانتخابات، أنه تم الحسم في %85 من تزكيات الانتخابات، موضحا أن عدة الأقاليم لم يتم البث فيها بعد، ومنها فاس، معتبرا أن "شباط أمين عام سابق ولديه مكانة خاصة، والمنع من عدمه لا يُطرح بهذه الكيفية". من جهته، قال عبد الواحد الأنصاري، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ومنسق جهة فاسمكناس، إن قيادة الحزب لم تقرر بعد في شأن المرشحات والمرشحين الذين ستمنح لهم التزكيات لخوض الانتخابات المقبلة.