خرج علينا الإعلام الجزائري المتخبِّط بمشهد هزيل لا يملك أي حرفية إعلامية، في برنامج حواري مع شبه إعلامي وسياسي أو بالأحرى مسيَّس متخلِّف، يتحدثون فيه عن تفاهات لا تنتمي إلى الواقع ولا إلى أدنى مستوى أدبي ومهني، دون مراعاة مشاعر الشعب المغربي بالمساس بشخص قائد البلاد الشريف صاحب السلالة المحمدية التي يعلمها كل مسلم مؤمن بالإسلام، ولكن للأسف هذه الفئة المتخلفة لا تحترم العادات والتقاليد والمكانة الروحية لمن هم من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم لقد أصبح النظام العسكري في الجزائر الداعم لجبهة البوليساريو منذ سنوات طويلة دون جدوى، يسخِّر أبواقه الإعلامية الرديئة لمهاجمة المملكة المغربية وذلك بسبب الحنكة والسياسة الحكيمة بقيادة الشريف الملك محمد السادس نصره الله التي نتج عنها سحب جميع الدول تقريبا اعترافاتها بجبهة البوليساريو، واعتراف دول أخرى بمغربية الصحراء التي لا نقاش فيها وكان آخرها إعتراف الحكومة الأمريكية. وقد شكل هذا الدعم السياسي ضربة موجعة لمن يحاولون تشويه صورة المملكة بخصوص القضية الصحراوية و دفعا قويا لقاطرة التنمية التي بدأت بالأقاليم الصحراوية المغربية منذ سنوات انقضت ولما ستشهده من استثمارات عالمية في الأشهر القليلة القادمة ستبهر العالم وتفرح الصديق وتقهر البغيض. فكان الأجدر بهذه المنابر الاعلامية مناقشة القضايا الهامة في بلادهم، ومستوى الفقر الذي وصل إليه بلد يعتبر من أهم الدول المصدرة للغاز والبترول، وأسباب المظاهرات الشعبية التي تعرفها البلاد، هذا الشعب الباسل المقهور والمطالب بحقوقه الشرعية بسبب تردي الأوضاع الصحية والإجتماعية والاقتصادية والتعليمية، وسيطرة العسكر على الحياة السياسية، فمازال ذلك النظام الفاشي ينهب ويسرق مدخرات البلاد، ويكنزها في المصارف والبنوك الخارجية، و يبدر أموال الشعب في دعم مجموعة من المرتزقة لا حول لهم غير خلق جرح في قلب صحراء المغرب التي أرهقت ميزانيته خلال السنوات الماضية. ألم يجدوا موضوعا أهم من تلك التفاهات لمناقشتها، مثل كيف يمكن دعم وتنشيط الاتحاد المغاربي الذي أجهضت كل أسباب النجاح بسبب تعنت النظام الفاشي في عدم تفعيله، والذي يمكن من خلاله تنمية وتطوير تلك الشعوب وازدهار اقتصادها. حقيقة لا مجال للمقارنة بين البلدين، فالمغرب يشهد له الجميع في عجلة التطور والازدهار رغم قلة الموارد وإرهاق ميزانية الدولة للدفاع عن مقدسات ترابها و تحقيق مشاريع التنمية المستدامة، في حين أن النظام العسكري الجزائري يتخبط يمينا وشمالا، ولم يعد يستطيع أن يقدم شيئا ملموسا غير تقديم برامج هزيلة مكشوفة لتغطية فشله بإدارة البلاد و محاولة شغل الرأي العام بالتفاهات، وهناك مثل يقول الكلاب تنبح والقافلة تسير.