يواصل إبراهيم غالي، الذي اختاره النظام الجزائري رئيسا لجبهة "البوليساريو" لخدمة أجندته، خرجاته التي يلوح من خلالها إلى العودة إلى السلاح لمواجهة المغرب، لتصدير مشاكل الجزائر والبوليساريو نحو الخارج. وحث غالي المتابع غيابيا في محكمة إسبانية بتهم التعذيب وجرائم الحرب، ميلشياته على رفع درجات الاستعداد القتالي، لتكون في مستوى من الجاهزية والاستعداد للتعاطي الحاسم مع كل التغيرات والتطورات، وذلك أمس الخميس، في لقاء له في مخيم ما يسمى بولاية أوسرد.
وعاد الزعيم غير المرغوب فيه لدى الكثير من الصحراويين وخصوصا المعارضين الذين يطلقون على نفسهم "خط الشهيد"، إلى لَوك أسطوانته المعهودة، والتي يقول فيها أن المغرب أصبح في عزلة دولية، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة تخلوا عنه، وكذا الاتحاد الإفريقي الذي قال عنه أنه يرفض عودته إلى هذه المنظمة، واصفا المغرب بالمتخبط في الأزمات الداخلية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
غير أن بقية خطابه، فضحت مخاوفه وحقيقة ما يقول أمام عدد من انفصالي البوليساريو، وذلك حينما اعترف أن المرحلة والتطورات الأخيرة تفرض على البوليساريو ما أسماه العمل الجاد والدؤوب وتجنيدا شاملا على جميع المستويات والجبهات.
وكانت هذه الكلمات كافية ليثبت أن المرحلة يطبعها تفوق مغربي بالمنطقة، بل وعلى الصعيد الدولي، حيث فقد البوليساريو الأمين العام للأمم المتحدة القديم، وتغيرت الأوضاع قاريا، حيث بات المغرب البلد الأكثر حركة ونشاطا دبلوماسيا واقتصاديا وحتى إنسانيا، وخصوصا بعد صولات وجولات الملك محمد السادس التي زار من خلالها بلدان في القارة الإفريقية، كانت في الأمس القريب ضمن معسكر النظام الجزائري والبوليساريو، كما أنها جولات مكنت المغرب من حشد عدد كبير من الدول الأعضاء للعودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، وخصوصا أن المغرب صادق على اتفاقية القانون التأسيسي للاتحاد.
وتجدر الإشارة إلى أن مناورات وخرجات النظام الجزائري والبوليساريو التي تجر نحو الحل العسكري تكون غالبا مسبوقة بمشاكل داخلية تهز إما الجزائر أو الجبهة، وهو ما فطن له المغرب ليقوم بتحركات غير مسبوقة بالمنطقة بالسعي نحو نقل هذا الصراع إلى داخل ردهات الاتحاد الإفريقي الذي انتزع فيه المغرب تعاطفا ودعما قويا من بلدان صديقة وتجمعه معها علاقات تعاون قوية في مختلف المجالات.