تصوير ومونتاج: ياسين السالمي وجه شباب بمدينة الفنيدق، "نداء استغاثة" إلى المسؤولين من أجل إنقاذ المدينة من أزمتها الاقتصادية الخانقة وتداعياتها الاجتماعية على الساكنة، جراء استمرار إغلاق معبر باب سبتة وعدم إيجاد بدائل اقتصادية لشباب ونساء المدينة. وقال شباب بالمدينة في تصريحات متفرقة لجريدة "العمق"، إن السكان يعيشون "القهر" بسبب الوضع الاجتماعي "المأساوي" الذي يمرون به، مشيرين إلى أن هناك عائلات لا تجد ما تأكله وآخرون يبيعون أغراضهم وآثاث منازلهم من أجل البحث عن لقمة العيش. المتحدثون الذين رسموا صورة سوداء عن المدينة، أوضحوا أن هناك مجموعة من شبان المنطقة فارقوا الحياة إما غرقا أثناء محاولتهم الهجرة سرَّا إلى سبتةالمحتلة، أو عن طريق الانتحار، لافتين إلى أن الأوضاع تزداد سودا في ظل غياب أي أمل عن وجود بدائل عملية لأبناء المنطقة. وناشد الشباب في تصريحاتهم، المسؤولين والسلطات المعنية، توفير فرص شغل لهم من أجل إنقاذهم من "الوضع الكارثي" الذي يعيشونه، مشرين إلى أنهم لا يطالبون بالضرورة بإعادة فتح معبر باب سبتة، بل بإيجاد بدائل اقتصادية حقيقية وملموسة. ومساء اليوم الجمعة، احتشد المئات من المتظاهرين، غالبيتهم من النساء والشباب، أمام ساحة مسجد محمد الخامس والكورنيش المقابل للمسجد، في ثالث جمعة على التوالي، رافعين شعارات تدعو لإنقاذ المدينة من أزمتها الاقتصادية وتوفير فرص شغل لأبناء المنطقة. الوقفة كسابقتها تعرف غيابا للعناصر الأمنية، عكس الوقفة الأولى التي شهدت تدخلا أمنيا واعتقالات، فيما ردد المتظاهرون هتافات من قبيل: "علاش جينا واحتجينا.. حقوقنا لي بغينا"، "سلمية سلمية.. لا حجرة لا جنوية"، "الشعب يريد.. سراح المعتقل". وشهدت الجمعة الأولى من الاحتجاجات (5 فبراير) تدخلا أمنيا، حيث أعلنت عمالة المضيق-الفنيدق عن إصابة 16 شخصا خلال المظاهرات، من بينهم 6 أمنيين، فيما تم اعتقال 4 محتجين، قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد إدانتهم من طرف المحكمة الابتدائية بتطوان بستة أشهر موقوفة التنفيذ.
الاحتجاجات التي تشهدها المدينة دفعت السلطات المحلية والجهوية، إلى عقد سلسلة من الاجتماعات قادها والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، محمد امهيدية، من أجل التخطيط وبرمجة مشاريع توفر بدائل اقتصادية لساكنة المنطقة. وكانت جريدة "العمق" قد قامت بجولة في المدينة واستطلعت آراء الساكنة والتجار والفاعلين الحقوقيين والسياسيين والجمعويين حول الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالمنطقة، حيث أجمع المتدخلون على أن المدينة تحتاج إلى تدخل عاجل قبل "تفجر الأوضاع".