سجل حزب التقدم والاشتراكية، إيجابا، ما أعرب عنه الملك محمد السادس من تدابير تجاه إسرائيل، مشيرا إلى أن المغرب يعتزم "توظيف كل هذه التدابير السيادية لبلادنا في دعم سلام عادل بالمنطقة، دون أي تفريط في الالتزام الدائم للمغرب بالدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة". وقال المكتب السياسي للحزب في بلاغ له، إنه تدارس "الخطوات المعلن عنها من قبل المغرب إزاء إسرائيل، بالنظر إلى الروابط الخاصة والمتميزة التي تجمع أفراد الجالية اليهودية من أصل مغربي، ومنهم مئات الآلاف من اليهود المغاربة الموجودين في إسرائيل، بوطنهم الأصلي". وأشار الحزب إلى أنه "سيواصل، بنفس العزم والتصميم، نضاله، إلى جانب كافة القوى الوطنية الحية والتواقة إلى السلام والعدل والتحرر، من أجل نصرة قضية الشعب الفلسطيني، باعتبارها قضية وطنية، وذلك حتى نيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، وفي مقدمتها الحق في بناء دولته الوطنية المستقلة، في حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف". وشجب الحزب بقوة "كل السياسات العدوانية والعنصرية التي تنهجها إسرائيل منذ عقود إزاء الشعب الفلسطيني المكافح"، معتبرا أن الخطوات الانفتاحية إزاء إسرائيل تفرض على هذه الأخيرة إيقاف سياسات التنكيل والقمع والتقتيل إزاء الشعب الفلسطيني المقاوم". وأشار إلى أن ذلك يفرض على إسرائيل "العدول عن تعنتها وجبروتها وغطرستها وانتهاكاتها المدانة، وإنهاء احتلالها للجولان، والتخلي عن سياسات الاستيطان والضم، والشروع، بالمقابل، في بلورة مقاربة سياسية سلمية حقيقية تفضي إلى إقرار كافة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني". وأضاف "على هذه الأسس اللازمة التي تقتضي بالضرورة من إسرائيل التحول إلى دولة عادية تحترم المشروعية الدولية وتتقيد بالقانون الدولي، يتعين بناء وتطوير علاقات جديدة، بما يتيح إمكانية فتح الآفاق ليعم المنطقة السلم والتعايش والاستقرار والنماء والازدهار". وأشاد المكتب السياسي بمضمون الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك مع الرئيس الفلسطيني، "بالنظر إلى ما حمله هذا الاتصال من تأكيد قوي على أن القضية الفلسطينية ستظل بالنسبة للمغرب، ملكا وحكومة وشعبا، في مرتبة قضية الصحراء المغربية". وفي ملف الصحراء، قال حزب الكتاب إن إقرار الولاياتالمتحدة بمغربية الصحراء يجسد تحولا تاريخيا هائلا باتجاه الحسم النهائي لملف القضية الوطنية، مثمنا "المجهودات الكبيرة التي بذلها الملك وأفضت إلى الإعلان عن هذا الموقف الأمريكي غير المسبوق حول مغربية الصحراء، الذي يشكل لحظة فارقة إيجابية في مسار النزاع المفتعل حول وحدتنا الترابية". واعتبر البلاغ القرار الأمريكي بأنه "تحول تاريخي هائل باتجاه الحسم النهائي لملف قضيتنا الوطنية، على أساس الخيار الواقعي الوحيد المتمثل في الحكم الذاتي في كنف السيادة المغربية على أقاليمنا الجنوبية"، ووفق البلاغ الذي توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، فإن الحزب أعرب عن أمله في أن "يحسن إخواننا المغاربة بتندوف والقوى الحية في الجزائر الشقيقة التقاط هذه التطورات بما يسهم في بناء وتقدم المغرب الكبير". وأكد الحزب "عزمه الراسخ مواصلة تعبئته ودفاعه الم ستميت على الوحدة الترابية للمملكة التي ناضل من أجلها الشعب المغربي لمدة عقود، بقيادة مقدامة وحكيمة للمؤسسة الملكية، وقدم في سبيلها تضحيات جسام، وذلك بغاية الإقرار التام والنهائي للحقوق الوطنية المشروعة للمغرب وتثبيت سيادته على كافة ترابه".