افتتحت مؤسسة فريد بلكاهية، مساء أمس الجمعة بمراكش، متحف "فريد بلكاهية" الذي يقتفي أثر مختلف الفترات والتأثيرات الفنية لأعمال الفنان التشكيلي الراحل. ويجسد المتحف، الذي يقدم لمحة عامة عن أشكال التعبير الفني المتعددة التي اعتمدها الفنان التشكيلي فريد بلكاهية، والوسائل والأدوات المتنوعة التي استخدمها خلال مساره الفني، إرادة الراحل في تقاسم إرثه الفني مع الأجيال القادمة. وتتوخى مؤسسة فريد بلكاهية، من خلال هذا المتحف المفتوح على مدار السنة، مواصلة إشعاع أعمال الراحل من خلال زيادة عرضها وكذا تشجيع البحوث المتعلقة بالتأثير الذي خلفه وأبرز فترات حياته، فضلا عن تعزيز الإبداع في كافة المجالات الفنية. وأعربت رئيسة المؤسسة رجاء بنشمسي، في كلمة بالمناسبة، عن سعادتها لتحقيق حلم الراحل من خلال هذا المتحف الذي يضم أعماله الفنية التي بصمت الفن الحديث والمعاصر. يذكر أن الراحل فريد بلكاهية، المزداد سنة 1934، بدأ عرض أعماله الفنية وعمره لم يتجاوز 15 سنة. وتابع دراسته في مدرسة الفنون الجميلة بباريس سنة 1955. وباعتباره أحد رواد الفن الحديث والمعاصر في المغرب، أصبح الراحل في سن مبكرة سفير الاستمرارية الفنية للمغرب من خلال الربط بين التقاليد الأصيلة والمعاصرة، وهو ما يشكل محور فكره. وتم تعيينه سنة 1962 مديرا لمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، وسرعان ما أرسى أسس تعليم الفنون التقليدية الخاصة بالمغرب من أجل إعادة دمج الهوية المغربية التي ضعفت إبان فترة الحماية في التعليم الأكاديمي للفنون. وعاش الراحل أول تجربة فنية في الشارع سنة 1969 حيث نظم معرضا كبيرا في ساحة جامع الفناء بمراكش. وخلال مسيرته التي تميزت بإنتاج فني انتقائي وغزير، صنع بلكاهية ثورة الفن العربي والإسلامي المعاصر، وفرض نفسه كفنان عالمي معروف لدى العديد من هواة جمع التحف والمتاحف في العالم العربي كما في أوروبا. وتتألف مؤسسة فريد بلكاهية، التي أحدثت في مارس سنة 2015، من مؤرخين وباحثين ومنظمي معارض. وينتظر أن تمنح هذه المؤسسة جوائز تميز سنوية ومنح للدراسة والبحوث أو دعم أعمال المصممين الشباب، وكذا تنظيم معارض وطنية ودولية وإصدار المنشورات والفهارس والأفلام الوثائقية لضمان استمرارية عمل فريد بلكاهية. وتميز حفل تدشين المتحف بحضور، على الخصوص، وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، ووالي جهة مراكش أسفي، إلى جانب فنانين وأصدقاء وأقارب الراحل.