افتتحت مؤسسة فريد بلكاهية، مساء الجمعة 12 فبراير الجاري بمراكش، متحف «فريد بلكاهية» الذي يقتفي أثر مختلف الفترات والتأثيرات الفنية لأعمال الفنان التشكيلي الراحل. ويجسد المتحف، الذي يقدم لمحة عامة عن أشكال التعبير الفني المتعددة التي اعتمدها الفنان التشكيلي فريد بلكاهية، والوسائل والأدوات المتنوعة التي استخدمها خلال مساره الفني، إرادة الراحل في تقاسم إرثه الفني مع الأجيال القادمة. وتتوخى مؤسسة فريد بلكاهية، من خلال هذا المتحف المفتوح على مدار السنة، مواصلة إشعاع أعمال الراحل من خلال زيادة عرضها وكذا تشجيع البحوث المتعلقة بالتأثير الذي خلفه وأبرز فترات حياته، فضلا عن تعزيز الإبداع في كافة المجالات الفنية. وأعربت رئيسة المؤسسة رجاء بنشمسي، في كلمة بالمناسبة، عن سعادتها لتحقيق حلم الراحل من خلال هذا المتحف الذي يضم أعماله الفنية التي بصمت الفن الحديث والمعاصر. وفي باريس، سلط مثقفون وفنانون ومتخصصون في الفنون الجملية مساء الثلاثاء الماضي ، الضوء على محطات هامة من الحياة الفنية للتشكيلي الراحل فريد بلكاهية (1934 -2014) مبرزين الطابع العالمي لأعماله ، وتجذرها في الهوية المغربية. واكد المتدخلون خلال لقاء نظم بمعهد العالم العربي، على الدور الرائد الذي اطلع به الفنان فريد بلكاهية في مجال الفن المعاصر بفضل أعمال أكسبته شهرة عالمية في ارتباط عميق بالتراث الثقافي والمخيال الفني المغربي. وقال جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في كلمة بالمناسبة إن فريد بلكاهية فنان يصعب تصنيفه ، مشيرا الى ان الخصائص التي تمتع بها في كل جوانب حياته، أعطت لفنه طابعا عالميا. وأضاف أن العمل الفني لفريد بلكاهية الذي تجسد من خلال طريقة اشتغاله الأصيلة على مواد صعبة مثل الجلد والنحاس، يبدو تجريديا، لكن مفعما بالأحاسيس والدفء . من جهته اعتبر مؤرخ الفن ومندوب المعارض جان هوبير مارتان ان الراحل فريد بلكاهية تميز عن معاصريه من خلال اسلوب خاص به، بوأه مكانة فريدة في المشهد الفني المعاصر. وأضاف أن هذه الفرادة التي كانت عائقا أمام انتشار أعماله على الصعيد العالمي، بدأ الاعتراف بها وتقديرها حق قدرها كما تشهد على ذلك أعماله المعروضة بالمتاحف الدولية الكبرى. واشاد المشاركون في اللقاء وضمنهم ممثلون لمؤسسات مغربية تعمل في مجال النهوض بالفن التشكيلي ودعمه مثل مؤسسة (أونا) ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ، ومؤسسة التجاري وفا بنك، ومؤسسة (اليانس)، بتدشين»متحف بلكاهية» مؤخرا بمراكش، الذي يسلط الضوء على أعمال الفنان الراحل. يشار الى انه تم خلال اللقاء عرض شريط وثائقي حول فريد بلكاهية انجزه الفنان التشكيلي ريشار تيكسيي انطلاقا من احاديث مع الراحل، ومع اقربائه واصدقائه. وبدأ الراحل فريد بلكاهية الذي ولد بمراكش، في عرض اعماله منذ سن 15 سنة. وتوجه سنة 1955 الى باريس حيث تابع دراسته بمدرسة الفنون الجملية، ثم الى براغ التي درس بها السينوغرافيا. ويعتبر الفنان الراحل رائد الفن المعاصر والحديث بالمغرب، وسفيرا لاستمرارية الفن المغربي ، من خلال جعله من العلاقة بين التقليدي والمعاصر محور تفكيره.