– الامتحان الشفوي أسهل شيء إذا كنت واثقا من نفسك مؤمنا بقدراتك، وأصعب شيء إذا كنت ترى أنك غريق يطلب من ينقذه… فثق بنفسك فسيكون الاختبار حينئذ مثل أي لقاء علمي وفني تعقده مع أساتذتك وأصدقائك… – الامتحان الشفوي هو امتحان فني قبل أن يكون علميا، فالمقصود فيه أن يقفوا على المؤهلات الخاصة التي تميزك عن غيرك.. ولذلك عليك أن تركز على الأشياء المميزة فيك مما له علاقة بالتدريس والتعليم.. – الهدوء أهم شيء ينبغي أن تتميز به والإنصات للأسئلة باهتمام قبل البحث عن الجواب، والثقة في النفس حال الجواب… – المظاهر ليست هي كل شيء، البس لباسك الطبيعي.. ولا تتصنع شيئا.. – الشيء الذي لا تعرفه لا تخجل من أن تقول: لا أعرفه، وتشير إلى استعدادك لتعلم ما فاتك تعلمه في السابق.. فالتعلم لا يتوقف في عمر معين.. والعمل في التدريس فرصة لضبط العلوم والتعمق فيها ومعرفة أشياء جديدة لم نكن نعرفها.. هذا عن الأشياء التي ليست أساسية في المعرفة والعلم، أما الأصول فلا يعذر أحد بجهلها.. فلا تجعل العذر في ذلك أكبر من الزلة.. – إذا كان لديك شيء يميزك، كأن يكون موهبة أدبية أو خبرة علمية فركز عليها، لأنك إذا أحسنت استغلال مواهبك فيمكنك التحكم في المقابلة الشفوية وتحويلها إلى أي اتجاه تريد.. وأنا أحدثك عن تجربة لي في الامتحان الشفوي.. جعلت الحديث كله في المقابلة مرتبطة بكتبي وإبداعاتي وأفكاري التي أومن بها في علاقتها بالتعليم… – إياك أن تتصنع المعرفة أو تتصنع الحديث.. تحدث على سجيتك، واسمع جيدا، وفكر جيدا قبل أن تجيب.. وحاول أن توجز في الأجوبة قدر المستطاع إلا إن طلبوا منك أن تستفيض.. – قد يسألونك عن سبب اختيار هذا المسار، فاجعل جوابك جواب عاقل.. وإذا كنت تحس بأنك قادر على الإبداع في التعليم فتحدث عنه وأعد لهذا أدلة.. فإن كنت إنما تريد أن تعمل، فلا تجرنَّ نفسك لشيء لا تستطيع التدليل عليه.. – قد يستفزونك ليعلموا مدى استعدادك لمواجهة مشاكل القسم والحياة المحيطة به، فأظهر عدم تأثرك بذلك، ولكن كن حريصا على أن تجعلهم ينتبهون إليك إذا غفلوا، وكن على يقين أنك إذا كنت متميزا فلن يجدوا فرصة لاستفزازك إلا في الجانب العلمي.. وهو جانب لا أحدث هنا من لا يحسن تخصصه الذي يمتحن فيه… – إذا سئلت عن شيء مرتبط بعلوم التربية أو التخطيط والتدبير ولم تكن تعرفه، فقل لهم إن التكوين مناسبة لتعلم هذه الأشياء، لأن الجامعة تعلمنا الجانب المعرفي، والتكوين نتعلم فيه طرق التدريس وطرق الإبداع فيه… – ابتسم في وجه من يسألك وأظهر الاهتمام بحديثه، وسجل كل شيء تخاف أن ينفلت منك، فإذا أجبت فأجب بثقة ولا تتسرع، ووزع نظراتك على الحاضرين كلهم.. – إياك أن تشغل نفسك بسؤال من خرجوا من لقاء اللجنة فيضيع تركيزك، فلكل متبار شخصيته وسياق الأسئلة الخاصة به.. استغل الوقت الذي يسبق الدخول للقاء اللجنة لفعل أي شيء تحبه.. اقرأ شيئا أو اسمع شيئا أو أرح نفسك بمشاهدة الناس لأنهم يكونون على أصناف كثيرة، وأغلبهم يظنون أن المظاهر لها أثر في رأي اللجنة.. ويسابقون إلى كل خارج من اللقاء ليسألوه.. ثم ينسون أنفسهم.. شاهد هذا كله.. وانشغل بنفسك واكتف بعينيك عن سؤال الناس.. – التعليم رسالة وأمانة وتكليف قبل أن يكون تشريفا.. فليكن هدفك منه أن تقوم بمهمة الرسل، وأن تجتهد في الإبداع والتميز فيه.. *** وقبل ذلك وبعده: استعن بالله ولا تعجز.. واسأل الله الخير حيث كان.. *** واعلم أن الأمر كله بيد الله، والخير فيما اختاره سبحانه لك.. *** وفقكم الله ويسر لكم واختار لكم ما يصلح دينكم ودنياكم..