غريب أمركم معشر الساسة، كيف أسكرتكم حلاوة الكراسي، والرغبة في البحث عن الجاه والمكانة الاجتماعية، فأصبح كل همكم مقعد في البرلمان أو كرسي في الوزارة، ولو كان ذلك على حساب العقل والمنطق والقيم، دون أن تكلفوا أنفسكم السؤال عما آل إليه المشهد السياسي من ضعف وميوعة وانتهازية، وعن الأسباب التي تدفع المواطن إلى التعبير عن رأيه والمطالبة بحقوقه خارج أحزابكم ونقاباتكم، عفوا "دكاكينكم". سيدي الأمين العام المحترم، لا يمكن لحزب ولد مشوها أن تمحو قبحه وذمامته العمليات الجراحية، مهما اجتهد جراحوا التجميل في محوها، ومهما استعار من أقنعة، فالقبيح يبقى قبيحا. كما لا يمكن، سيدي، لمن جعل من حزبه حضيرة خراف، اعتادت أن تثغو، وأن وأن يُهَش عليها بالعصا، قصد البحث عن الكلأ والمرعى، أن تتحول بين عشية وضحاها، إلى عرين أُسُد تزأر، عصية على الترويض !!! سيدي الأمين العام المحترم، ذاكرة المغاربة ليست مثقوبة كما تتخيل، إذ لا يمكن أن ننسى كيف جيئ بحزبكم من أجل تقويض المشهد السياسي، ولن ننسى وجوه التحكم التي أخرجته إلى الوجود، فأصبح بين عشية وضحاها من أكبر الأحزاب، دون أن أنسى من أن أذكرك بمسيرة الخزي والعار، فيما بات يعرف ب"مسيرة ولد زروال" !!! سيدي المحترم، حزب أتى من أجل التحكم في المشهد السياسي، لايمكن بأي حال أن يصبح فضاء للأصوات الحرة، التي تعدت مطالبها السياسية سقف مطالب الأحزاب. كيف تطلبون من زعماء حراك الريف أن ينضووا تحت حزب كان ومازال، مهما حاولتم إخفاء مآمراته الخسيسة في إجهاض الانتقال الديمقراطي، وفي وأد أحلام المغاربة، وساكنة الريف على وجه الخصوص، مثالا للانتهازية وناد للفساد ؟!! ولكم أن تعودوا، سيدي، إلى الأحكام القضائية التي صدرت في حق منتسبيكم، ولن أذكرك بزعمائكم الذي أخذوا الجمل بما حمل وغادروا الوطن أين إلياس العمري، وأين البرلماني الشبح بنعزوز الذي هرب ب400 مليون ؟!! ألم تقدمكم السلطة، بطلبكم وابتزازكم، بديلا للأحزاب السياسية الأخرى لتقوموا بدور الوساطة السياسية بين ساكنة الريف ومؤسسات الدولة، فكان لكم ما أردتم، فأنيطت بكم مسؤولية إدارة الشأن المحلي والإقليمي والجهوي بالمناطق الريفية، فأخفقتم إخفاقا ذريعا في كل ما وعدتم به الدولة والساكنة، وكنتم السبب المباشر في خروج الزفزافي ورفاقه إلى الشارع للمطالبة بحق الساكنة في العيش الكريم، بتوفير ما هو حق من حقوق المواطنة،من صحة وتعليم وشغل، وكل ما من شأنه أن يرفع عن المنطقة التهميش والإقصاء ؟!! سيدي المحترم، لقد بات واضحا، أن جل الأحزاب، وحزبكم خاصة، لم تعد قادرة على أن تكون منبرا للأصوات الحرة، أو آلية سياسية لتصحيح الاختلالات السياسية ببلدنا، فهي لا تعدوا من كونها وكالات للتشغيل في قطاع السياسة، أو وسيلة للاختباء والتمويه للافلات من القانون، وغيرها من المآرب التي لاتقضى إلا من خلال المسؤولية السياسية. سيدي الأمين العام، ربما كنت قاس معكم، لكنكم لو تأملتم كلامي وحاولتم سبر معانيه، وفهمتم الرسائل التي أود أن أوصلكم إياها، ومن خلالكم لباقي السياسين، لأدركتم أنكم في حاجة إلى وقفة صلح مع أنفسكم ومع الشعب، كي تعيدوا للسياسة أخلاقها، وللمؤسسات دورها، ويومئذ ستصبح الأحزاب وجهة كل ذي رأي وفكرة، من أمثال الزفزافي ورفاقه، وستخلو شوارعنا من الغاضبين، وسنتوقف عن استقبال نعوش موتى البحر الهاربين من الفقر والتهميش، وسيصبح بلدنا آمنا مطمئنا، وسنوجه وقتها بوصلتنا نحو التنمية والتقدم والازدهار، ودولة الحق والقانون والعدالة الاجتماعية، بما يحقق كرامة الانسان المغربي. وتقبلوا السيد الأمين العام كامل تقديري واحترامي