المغرب أجمل بلد في العالم ، عبارة يسوقها صندوق الكذب في نشراته الاخبارية ،لكنه ينسى حقيقة الاسوأ سياسيا بالمفهوم النفاقي للكلمة . فمن مسرحيات القبة بين مختلف الحلايقية، وندوات الثرثرة الى خرجات الكثير من البهلوانيين السخيفة. صديقنا في الاسكان يجمع بين السيجار و التسبيحة و الحج و التقدمية و الاشتراكية في قالب الحاج الشيوعي ... يوميات شباطية تحتقر ذكاء المغاربة و يجمع بطلها بين مناصب العمدة و الأمين العام للحزب و الاتحاد العام للشغالين ،عفوا الاتحاد العام للمشغلين ،يدعو سابقا الى الغاء فاتح ماي و اضراب عام وهمي ينساه مع اشراقة الصباح الموالي ،يشارك حزبه في الحكومة بحقيبة ثقيلة بالقروض و في كل قراراتها المتخذة ، المعلنة و الغير المعلنة، يعلن في نفس الوقت معارضته لقراراتها ،اي شباط الحزب و النقابة ضد شباط الحكومة !!يجلس مساء على كرسي الامانة العامة للحزب ضمن مكون الأغلبية ، صباحا على كرسي العمادة لينفد سياسة الحكومة و عشية يدخل مقر النقابة بلباس الزعيم النقابي المعارض!! بن كيران و حزبه يعد في برنامجه الانتخابي بنسبة نمو 7%و حد ادنى للأجور 3000 درهم و محاربة الفساد ...وما أن نصب في ميدلت حتى رفع من أسعار المحروقات بمعدل قياسي لا سابق له و بالتالي ارتفاع اثمنة جميع المواد الاستهلاكية وتذاكر النقل ...وتحقيق نسبة نمو أقل من 2,5 %و تقليص ميزانية الاستثمار ، مما يعني ارتفاع معدل البطالة ، وعفا الله عما سلف ولغة التماسيح و العفاريت و التراجع عن اصلاح صندوق المقاصة و العجز عن فرض الضريبة على الثروة و القائمة طويلة ...لكن الوجه القبيح للسياسوي الحزبي و نفاقه يتخذ الصورة الكاريكاتورية حينما يتزعم رئيس الحكومة تظاهرة فاتح ماي ممتطيا مهرته الوديعة فجأة ، الاتحاد الوطني للشغل أو للمشغلين ، لم نعد نميز بين الاثنين . و لست أدري بالضبط أي شعار يمكن أن يؤطرهم مع من وضد من و أية مطالب ولمن ؟ هذا المشهد الكاريكاتوري معناه بالتدقيق هو نهاية الأحزاب السياسية و افلاسها التاريخي ، نهاية نقابة الاتحاد الوطني للمشغلين شأن الاتحاد العام للمشغلين ،لأنه حينما يصبح رئيس الحكومة و أمين الحزب هو نفسه زعيم النقابة فما على المشرع سوى اعتبار النقابة مؤسسة حكومية و ما على الطبقة العاملة سوى حزم حقائبها الى اتجاه أخر . سقط القناع و السياسي الحاكم لا يمكنه أن يحاور نفسه بصفته ممثل الطبقة العاملة ! ان متواضع الوعي السياسي يدرك موت الأحزاب السياسية و تفاهتها و انكشاف عوراتها ، لكن الأخطر حينما نجد الزعيم السياسي هو نفسه النقابي ، و هذا الاخير هو نفسه الباترونا ، انذاك يمكن الجزم أن اللعبة انكشفت أخر فصولها !