دعت روسيا، في بيان لوزارة خارجيتها، اليوم الأربعاء، إلى وقف الأعمال العدائية وتهدئة التوتر في منطقة الكركارات. بلاغ الخارجية الروسية جاء عقب مباحثات هاتفية جرت اليوم بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة ونظيره الروسي سيرغي لافروف. وأوضح البلاغ أن روسيا توجه نداء إلى جميع الأطراف المعنية لتعزيز وقف الأعمال العدائية وتهدئة التوتر الذي نشأ في الأيام الأخيرة في منطقة الكركارات. وجددت روسيا، حسب المصدر ذاته، التأكيد على موقفها المؤيد لحل قضية الصحراء "حصرا بالطرق السياسية والدبلوماسية وعلى أساس القانون الدولي المعمول به". وتطرقت مباحثات بوريطة ولافروف إلى واقع العلاقات الروسية المغربية، مع استحضار اللقاء المشترك الذي سيجمع الطرفين في موسكو في أوائل شهر دجنبر القادم والاجتماع الثامن للجنة الحكومية الروسية المغربية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني. يُشار إلى أن المملكة المغربية قامت بتحرك عسكري غير هجومي من أجل تأمين معبرة الكركرات الحدودي مع موريتانيا، ووضع حد لاستفزازات جبهة "البوليساريو" الانفصالية التي أغلقت المعبر لأزيد من 3 أسابيع. وأثار تحرك الجيش المغربي بمنطقة الكركرات، ردود فعل مرحبة من عدد من دول العالم، حيث تفاعلت إيجابيا مع خطوة المغرب كل من قطر والإمارات والسعودية والبحرين وسلطنة عمان والكويت والأردن واليمن ومصر وفرنسا وتركيا وجيبوتي وجزر القمر وغامبيا والغابون وغينيا الاستوائية وإفريقيا الوسطى ومملكة إسواتيني وساو تومي وبرانسيب. كما أعربت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة إسلامية، والبرلمان العربي، وتجمع دول الساحل والصحراء، عن دعمهم لتحرك المغرب لحماية معبر الكركرات من قطاع الطرق الانفصاليين. وكان الملك محمد السادس، قد أجرى أول أمس الإثنين، اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، تمحور حول آخر تطورات القضية الوطنية، خاصة الوضع في منطقة الكركرات بالصحراء المغربية. وأوضح الديوان الملكي، انه خلال هذا الاتصال، أكد الملك أنه "على إثر فشل كافة المحاولات المحمودة للأمين العام، تحملت المملكة المغربية مسؤولياتها في إطار حقها المشروع تماما. لاسيما وأن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها ميليشيات "البوليساريو" بتحركات غير مقبولة". وأفاد الديوان الملكي، أن الملك محمد السادس جدد التأكيد لغوتيريش على تشبث المغرب الراسخ بوقف إطلاق النار، مضيفا: "وبالحزم ذاته، تظل المملكة عازمة تمام العزم على الرد، بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي، على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها".