وجه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أزيد من 160 رسالة إلى كل من منظمة "الأممية الاشتراكية" و"التحالف التقدمي" ومختلف الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية عبر العالم، استعرض من خلالها مستجدات الوضع في الصحراء المغربية، على إثر التدخل الأخير للقوات المسلحة الملكية لتأمين معبر الكركرات أمام حركة المرور وتدفق البضائع. ووفق ما توصلت به جريدة "العمق" من مصادر داخل حزب "الوردة"، فإن الاتحاد الاشتراكي أكد في مراسلاته التي وجهها أول أمس الإثنين، على سلمية التدخل المغربي وعلى توافقه مع الشرعية الدولية، وعلى تماشيه التام مع اتفاق وقف إطلاق النار. واستعرض الحزب مختلف الخروقات والاستفزازت المتواصلة التي دأبت جبهة البوليساريو على القيام بها على طول المنطقة العازلة ومن ضمنها منطقة الكركرات، موضحا أن الجبهة الانفصالية عملت منذ سنة 2016 إلى تسخير عدد من مليشياتها لقطع المنطقة الحدودية مع موريتانيا وإيقاف حركة التنقل وتدفق البضائع بين البلدين. وأشار الحزب إلى "مختلف الخطوات القانونية التي اعتمدها المغرب اتجاه التعنت والبلطجة المستمرة للبوليساريو ومحاولاتها تغيير الواقع على الأرض، حيث دأب المغرب على التشاور مع الأممالمتحدة وأمينها العام وبعض الدول داخل مجلس الأمن بالإضافة إلى دول الجوار، في سعيها التام للحفاظ على وقف إطلاق النار واعتماد الوسائل السلمية لتحييد عناصر الجبهة". وشدد الحزب على أنه "أمام فشل الأممالمتحدة على فرض احترام الاتفاقيات المبرمة بين المينورسو والبوليساريو، وبعد إخطار الأمين العام للأمم المتحدة والمينورسو، اضطر المغرب إلى القيام بعملية عسكرية سلمية لإعادة فتح المعبر الحدودي الكركرات أمام حركة النقل وتدفق البضائع، تحت مراقبة تامة لأعضاء بعثة المينورسو". وقدم الحزب شرحا مفصلا لدواعي وأسباب إصرار البوليساريو على عرقلة حركة النقل وتدفق البضائع على مستوى الكركرات، حيث أرجع ذلك إلى محاولة الجزائر التغطية على فشلها في التأثير على الملفين الليبي والمالي، باستعمال البوليساريو كأداة لتنفيذ أجنداتها بالمنطقة، وفق مصدر "العمق". وكشف ذات المصدر، أن الاتحاد الاشتراكي أشار إلى محاولة البوليساريو ضرب الاقتصاد الموريتاني والغرب إفريقي وشل حركة التصدير والاستيراد بالمنطقة، بالإضافة لإلى محاولة تغيير مرجعية النزاع كما تم توصيفه في قرارات مجلس الأمن من نزاع إقليمي إلى نزاع ثنائي. وإضافة إلى الرسائل الموجهة من طرف الاتحاد الاشتراكي، يقول مصدر الجريدة، راسلت الشبيبة الاتحادية بدورها ما يزيد عن 80 منظمة شبابية اشتراكية منظوية تحت لواء منظمة الشباب الاشتراكي العالمية، بسطت من خلالها مختلف الجوانب المتعلقة بالوضع داخل الصحراء المغربية، ودافعت من خلالها على عدالة القضية الوطنية. واليوم الأربعاء، يخلد المغرب الذكرى الرابعة والستين لاستقلال المغرب، والتي تأتي هذه السنة في سياق يطبعه قيام المملكة بتحرك عسكري غير هجومي من أجل تأمين معبرة الكركرات الحدودي مع موريتانيا، ووضع حد لاستفزازات جبهة "البوليساريو" الانفصالية التي أغلقت المعبر لأزيد من 3 أسابيع. وأثار تحرك الجيش المغربي بمنطقة الكركرات، ردود فعل مرحبة من عدد من دول العالم، حيث تفاعلت إيجابيا مع خطوة المغرب كل من قطر والإمارات والسعودية والبحرين وسلطنة عمان والكويت والأردن واليمن ومصر وفرنسا وتركيا وجيبوتي وجزر القمر وغامبيا والغابون وغينيا الاستوائية وإفريقيا الوسطى ومملكة إسواتيني وساو تومي وبرانسيب. كما أعربت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة إسلامية، والبرلمان العربي، وتجمع دول الساحل والصحراء، عن دعمهم لتحرك المغرب لحماية معبر الكركرات من قطاع الطرق الانفصاليين. وكان الملك محمد السادس، قد أجرى أول أمس الإثنين، اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، تمحور حول آخر تطورات القضية الوطنية، خاصة الوضع في منطقة الكركرات بالصحراء المغربية. وأوضح الديوان الملكي، انه خلال هذا الاتصال، أكد الملك أنه "على إثر فشل كافة المحاولات المحمودة للأمين العام، تحملت المملكة المغربية مسؤولياتها في إطار حقها المشروع تماما. لاسيما وأن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها ميليشيات "البوليساريو" بتحركات غير مقبولة". وأفاد الديوان الملكي، أن الملك محمد السادس جدد التأكيد لغوتيريش على تشبث المغرب الراسخ بوقف إطلاق النار، مضيفا: "وبالحزم ذاته، تظل المملكة عازمة تمام العزم على الرد، بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي، على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها". * الصورة من الأرشيف