أعلن حزب التقدم والاشتراكية، أنه قرر، في إطار اضطلاعه بمسؤولياته الوطنية، توجيه رسالة توضيحية إلى عدد من الأحزاب والتنظيمات اليسارية في مختلف بقاع العالم، بشأن مستجدات قضية الوحدة الترابية للمغرب، رَدًّا على تجاوزات وافتراءات جبهة "البوليساريو" ومن يدعمها. وجدد الحزب في بلاغ لمكتبه السياسي، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، "دعمه الكامل للتدخل الشرعي والمشروع والناجح الذي قامت به قواتنا المسلحة الملكية في منطقة الكركارات بالصحراء المغربية، بأمر سامٍ وحكيم من صاحب الجلالة الملك محمد السادس". وشدد البلاغ على أن هذا التدخل "مكَّن من إعادة الأمور إلى نصابها، وتأمين انسيابية التنقل في المنطقة، وإحباط المحاولات اليائسة لأعداء وحدتنا الترابية لتغيير الوضع القائم بها". وفي نفس السياق، ثمن الحزب "الرسائل المتزنة والحكيمة" التي حملها الاتصال الهاتفي الذي أجراه الملك مع الأمين العام للأمم المتحدة، معربا عن تأييده التام "لتشبث بلادنا، بإجماع مكوناتها الوطنية، بالشرعية الدولية والسيادة الوطنية، وبخيار التسوية السياسية، وبوقف إطلاق النار، بنفس درجة استعدادها الصارم لمواجهة جميع التجاوزات والتحركات الاستفزازية لميليشيات البوليساريو". وأعلن حزبُ التقدم والاشتراكية تأكيده على مواصلة تعبئته وراء الملك محمد السادس، "من أجل الدفاع المستميت عن حوزة ترابنا الوطني، ومن أجل الرد الحازم على أي تهديد قد يطال وطننا أو مواطنينا". وأكد الحزب "لخصوم وحدتنا الترابية، أن مصلحة أوطاننا وشعوبنا لا تكمن في مُعاداة الوحدة الترابية لبلادنا، ولا في التصعيد ذي العواقب الخطيرة، بل في السعي نحو خدمة المصالح المشتركة لبلدان وشعوب المغرب الكبير، وفي اعتماد التعاون والتكامل والتكتل في ما بينها". يأتي ذلك بعدما وجه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أزيد من 160 رسالة إلى كل من منظمة "الأممية الاشتراكية" و"التحالف التقدمي" ومختلف الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية عبر العالم، استعرض من خلالها مستجدات الوضع في الصحراء المغربية. ووفق ما توصلت به جريدة "العمق" من مصادر داخل حزب "الوردة"، فإن الاتحاد الاشتراكي أكد في مراسلاته التي وجهها أول أمس الإثنين، على سلمية التدخل المغربي وعلى توافقه مع الشرعية الدولية، وعلى تماشيه التام مع اتفاق وقف إطلاق النار. واليوم الأربعاء، يخلد المغرب الذكرى الرابعة والستين لاستقلال المغرب، والتي تأتي هذه السنة في سياق يطبعه قيام المملكة بتحرك عسكري غير هجومي من أجل تأمين معبرة الكركرات الحدودي مع موريتانيا، ووضع حد لاستفزازات جبهة "البوليساريو" الانفصالية التي أغلقت المعبر لأزيد من 3 أسابيع. وأثار تحرك الجيش المغربي بمنطقة الكركرات، ردود فعل مرحبة من عدد من دول العالم، حيث تفاعلت إيجابيا مع خطوة المغرب كل من قطر والإمارات والسعودية والبحرين وسلطنة عمان والكويت والأردن واليمن ومصر وفرنسا وتركيا وجيبوتي وجزر القمر وغامبيا والغابون وغينيا الاستوائية وإفريقيا الوسطى ومملكة إسواتيني وساو تومي وبرانسيب. كما أعربت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة إسلامية، والبرلمان العربي، وتجمع دول الساحل والصحراء، عن دعمهم لتحرك المغرب لحماية معبر الكركرات من قطاع الطرق الانفصاليين. وكان الملك محمد السادس، قد أجرى أول أمس الإثنين، اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، تمحور حول آخر تطورات القضية الوطنية، خاصة الوضع في منطقة الكركرات بالصحراء المغربية. وأوضح الديوان الملكي، انه خلال هذا الاتصال، أكد الملك أنه "على إثر فشل كافة المحاولات المحمودة للأمين العام، تحملت المملكة المغربية مسؤولياتها في إطار حقها المشروع تماما. لاسيما وأن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها ميليشيات "البوليساريو" بتحركات غير مقبولة". وأفاد الديوان الملكي، أن الملك محمد السادس جدد التأكيد لغوتيريش على تشبث المغرب الراسخ بوقف إطلاق النار، مضيفا: "وبالحزم ذاته، تظل المملكة عازمة تمام العزم على الرد، بأكبر قدر من الصرامة، وفي إطار الدفاع الشرعي، على أي تهديد لأمنها وطمأنينة مواطنيها". وفي موضوع منفصل، كشف حزب "الكتاب" في البلاغ ذاته، سبب معارضته لمشروع القانون المالي لسنة 2021، معبرا عن اعتزازه ب"المساهمات السياسية القيمة وبالمقترحات الوجيهة للمجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية أثناء مناقشة مشروع القانون المالي لسنة 2021″. الpps الذي صوت ضد هذا المشروع في مجلس النواب، أعلن أنه سيفعل نفس الشيء في مجلس المستشارين، موضحا أن سبب هذا الموقف هو "عَجَزَ المشروع عن تقديم الحلول للمعضلات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه بلادنا في هذه الظروف القاسية، سواء على مستوى إنعاش الآلة الإنتاجية، أو على صعيد التصدي للفقر والهشاشة والبطالة". وبخصوص الجانب التنظيمي للحزب، نوع المكتب السياسي ب"الحيوية والدينامية التي يشهدها الحزب وبالالتحاقات الواسعة والمتواصلة بصفوفه، والتي تؤشر على جاذبيته"، داعيا كافة هيئات الحزب إلى مواصلة تنظيم الأنشطة والندوات واللقاءات عن بُعد، من خلال آليات التواصل الحديثة، وذلك بالنظر إلى الظروف الصحية الحالية.