وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس مساء يوم 7 نونبر 2020، خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة و الأربعون للمسيرة الخضراء من مدينة مكناس في أجواء فريدة، حيث تم اتخاذ جميع التدابير الصحية للوقاية من فيروس كورونا، بعد أن كان قد تم تأجيله البارحة. افتتح صاحب السمو الملكي الخطاب بالتشديد على تشبث المغرب بوحدته الترابية، ثم أشار إلى آخر التطورات في قضية الصحراء حيث فتحت زامبيا و مملكة اسواتيني مؤخرا بعثاتها الدبلوماسية فوق أراضي الصحراء المغربية ليرتفع بذلك عدد القنصليات الإفريقية إلى 15 بعضها في مدينة العيون و أخرى في مدينة الداخلة، فيما كانت دولة الإمارات الشقيقة في خطوة عربية سابقة من نوعها قد فتحت يوم الأربعاء 4 نونبر قنصلية عامة بمدينة العيون بحضور وزير الخارجية المغربي و سفير الإمارات العربية المتحدة بالمغرب مؤكدة على موقفها الثابت في مساندة المغرب في الدفاع عن قضاياه العادلة. و لقد ذكّر أمير المؤمنين باعتراف 163 دولة إلى حد الآن من أصل 185 دولة عضوا في الأممالمتحدةالأمريكية بمغربية الصحراء. كما أشار إلى المشاريع الكبرى داخل المنطقة التي ترمي إلى تعزيز الدينامية الاقتصادية في الأقاليم الجنوبية وشجع على مواصلة استثمار ما تزخر به المنطقة من موارد برية وبحرية في مجالات متعددة من خلال مشاريع كتحلية مياه البحر، الطاقات المتجددة، الصيد البحري و السياحة للمساهمة في إنجاح المخطط الأزرق، و انتقل إلى التأكيد على التزام المغرب باحترام شراكته مع إسبانيا بخصوص أماكن التداخل بين المياه الإقليمية البحرية للمملكتين. و أشار صاحب الجلالة من جديد إلى اقتراح تطبيق المنطقة للحكم الذاتي تحت سيادة المملكة المغربية، الحل الذي ترفضه جماعة البوليزاريو التي تتنازع مع المغرب حول قضية مغربية الصحراء، منذ انسحاب المستعمر الإسباني من الأراضي الصحراوية المغربية بعد المسيرة الخضراء التي شارك فيها 350 ألف متطوع و متطوعة من ربوع المملكة بقيادة المغفور له الحسن الثاني، و التي استعاد على إثرها المغاربة آخر جزء محتل من أراضيهم، و ليسجل التاريخ بعد ذلك أكبر مسيرة سلمية مجهولة المصير خاضها أجدادنا و واجهوا فيها الجنود الإسبان و أسلحتهم بالوطنية و الإيمان.