العرائش: الأمين العام لحزب الاستقلال في زيارة عزاء لبيت "العتابي" عضو المجلس الوطني للحزب    رشاوى الكفاءة المهنية تدفع التنسيق النقابي الخماسي بجماعة الرباط إلى المطالبة بفتح تحقيق    الشيلي ترغب في تعزيز علاقاتها مع المغرب في ميدان البحث العلمي    مجلس الأمن.. بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    هجوم ماغديبورغ.. الشرطة الألمانية تُعلن توجيه تهم ثقيلة للمشتبه به    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    هذه أحوال الطقس لهذا اليوم الأحد بالمملكة    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    هجوم ماغدبورغ.. دوافع غامضة لمنفذ العملية بين معاداة الإسلام والاستياء من سياسات الهجرة الألمانية    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 16 جنديا و8 مسلحين في اشتباكات شمال غرب البلاد    بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود جلالة الملك من أجل الاستقرار الإقليمي    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    سويسرا تعتمد استراتيجية جديدة لإفريقيا على قاعدة تعزيز الأمن والديمقراطية        تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    ال"كاف" تتحدث عن مزايا استضافة المملكة المغربية لنهائيات كأس إفريقيا 2025    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع    مهرجان ابن جرير للسينما يكرم محمد الخياري        دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة    اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    مراكش تحتضن بطولة المغرب وكأس العرش للجمباز الفني    طنجة: انتقادات واسعة بعد قتل الكلاب ورميها في حاويات الأزبال    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    البنك الدولي يدعم المغرب ب250 مليون دولار لمواجهة تغير المناخ    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسيرة الخضراء : الملحمة الخالدة
نشر في الوجدية يوم 06 - 11 - 2009

بمناسبة الذكرى 34 للمسيرة الخضراء المظفرة،تتقدم الجريدة الإلكترونية "وجدية.أخبار/آنفو" إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده،والى ولي العهد المحبوب صاحب السمو الأمير مولاي الحسن وصنوكم الأمجد صاحب السمو الأمير مولاي رشيد بالله وكافة الأسرة الملكية الشريفة انه سميع عليم .
هذا الحدث التاريخي الذي يدل على ان الاسلام دين السلام،وهذه المسيرة الشعبية هي فعلا مفخرة للمسلمين والمغاربة،جميعا حيث كان السلاح الوحيد فيها هو القران الكريم الذي حمله 350000 مغربي و بنصر الله و تاييده استطاعوا تحرير الصحراء من ايدي الاسبان .
و بهذه المناسبة نتمنى من الجميع الدعاء لاخواننا المغاربة المحتجزين في تندوف من طرف المنظمة الغرهابية "البوليزاريو" التابعة للمخابرات العسكرية الجزائرية، ان يفك الله اسرهم و يرجعهم سالمين لاهلهم.
فاليوم السادس من نونبر هو الذكرى الواحد والثلاثين على مرور المسيرة الخضراء المظفرة.
المسيرة التي تم على اثرها استرجاع الأقاليم الصحراوية المغربية من يد المستعمر الإسباني.
المسيرة السلمية التي تسلح فيها المتطوعون بالمصحف الشريف و العزيمة والعلم المغربي.
وتمكنوا بفضل الله عز وجل وبفضل العزيمة وروح المواطنه
من طرد اخر جندي اسباني من الرمال المغربية .
وأعطيت إشارة انطلاق المسيرة الخضراء من قبل المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه،في 6 نونبر 1975، للتعبير عن مدى تعلق الشعب المغربي باستكمال وحدته الترابية.
وقد بلغ عدد المغاربة الذين شاركوا في المسيرة الخضراء 350,000 مواطن ومواطنة
وهذا العدد اختاره الملك الراحل الحسن الثاني ملك المغرب بعناية
فهو يساوي عدد الولادات بالمغرب في تلك الفترة!
في الحقيقة لم يكن الأمر صعبا على الملك لإقناع كل تلك الحشود للذهاب للصحراء
فالعلاقة الوطيدة بين العرش والشعب و الحب والاحترام اللذان يتمتع بهما لدى
أفراد الشعب جعلا الأمر وكأنه بديهي ومفروغ منه و ماكان لقائد آخر أن يتمكن
من جمع ذلك العدد بسهولة إلا أن تكون له منزلة رفيعة في قلوب شعبه
و يحظى بحظ كبير من الحب والإحترام .
وفي 5 نوفمبر، وجه ملك المغرب، من قصر البلدية بأجدير،خطاباً للشعب المغربي أعلن فيه عن انطلاق المسيرة.وبدأت المسيرة في 6 نوفمبر 1975 من طرفاية،وشارك فيها ثلاثمائة وخمسون ألفاً من المغاربة ، إضافة إلى مشاركة كل من سفراء المملكة العربية السعودية، والأردن، وقطر، والإمارات، وسلطنة عمان،
والسودان، والجابون، ووفد من السنغال، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
لقد تسلح المتطوعون في المسيرة بالقرآن، ولم يُحمل خلالها أي سلاح تأكيداً على أنها مسيرة سلمية، وانطلقت المسيرة بقدر كبير من الانتظام والدقة ،وعبرت المسيرة الخضراء حدود الصحراء، تحت ردود فعل عالمية وإقليمية متباينة.
أما أسبانيا فقد عارضت المسيرة، وطلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن لمواجهة هذه المسيرة!،
كما أعلنت بهتانا وكذبا من خلال مندوبها في مجلس الأمن،
أن المسيرة الخضراء ليست مسيرة سلمية!، بل هي زحف عسكري مسلح،ولذلك فقد حركت أسطولها البحري إلى المياه الإقليمية المغربية؛لإجبار المغرب العدول عن تنفيذ المسيرة، كما أعلنت أنها قامت بإعداد حقول ألغام في الصحراء الغربية!. وقد أثار هذا التصرف الأسباني ردود فعل عالمية،وأدى نجاح المسيرة الخضراء، على المستوى الشعبي والإقليمي والعالمي،إلى إعادة التوازن في الموقف الأسباني تجاه المشكلة،فبعد أن توغلت المسيرة لمسافة 15 كم داخل إقليم الصحراء المغربية،بدأت الاتصالات بين أسبانيا والمغرب، ظهر خلالها تغير واضح في الموقف الأسباني،ولذلك أصدر العاهل المغربي أوامره بعودة المتطوعين في المسيرة إلى طرفاية مؤقتاً، حتى يتم التوصل إلى حل سلمي للمشكلة.ومنذ ذلك الحين والسادس من نونبر يعتبر عيدا وطنيا يحتفل به المغاربة قاطبة لتمجيد تلك الذكرى الوطنية المجيدة .
وبهذه المناسبة الغالية على جميع المغاربة،أعلن بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس سيوجه مساء اليوم الجمعة خطابا ساميا إلى الأمة، بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء.وفي ما يلي نص البلاغ :
" تعلن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أنه بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة، سيوجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، خطابا ساميا إلى شعبه الوفي.
وسيبث الخطاب الملكي على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزة في الساعة الثامنة والنصف من مساء يومه الجمعة 18 ذي القعدة 1430 ه` الموافق 06 نونبر 2009 م".
ويتزامن احتفال الشعب المغربي غدا الجمعة (6 نونبر) بالذكرى ال`34 للمسيرة الخضراء ،مع الدينامية الجديدة لتسوية قضية الصحراء، التي أذكاها مقترح المغرب تخويل الأقاليم الجنوبية للمملكة حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية، وذلك تجسيدا لإرادة المملكة وعزمها الراسخ من أجل استكمال وتثبيت وصيانة وحدتها الترابية.
الذكرى ال`34 للمسيرة الخضراء.. دينامية جديدة لتسوية قضية الصحراء أذكتها المبادرة المغربية للحكم الذاتي
ويستعيد المغاربة ذاكرة المسيرة التي وصلوا بها رحمهم مع جزء من بلادهم في ظل تطورات جديدة لملف الصحراء على الصعيدين الوطني والدولي، عنوانها إجماع داخلي وتزايد للتأييد الدولي لمشروع الحكم الذاتي، الذي اقترحه المغرب كشكل ديمقراطي راقي وحضاري، لإخراج قضية الصحراء من النفق الذي ظلت تتردى فيه لمدة تزيد عن ثلاثة عقود.
لقد أظهرت المسيرة الخضراء للعالم بأسره مدى عبقرية ملك مجاهد وشهامة شعب أبي وتصميم كافة المغاربة على استكمال استقلالهم وتحقيق وحدتهم الترابية، إلى أن عاد الحق إلى أصحابه وتحقق لقاء أبناء الوطن الواحد.
وبعد تنظيم المسيرة الخضراء السلمية، استمرت ملحمة صيانة الوحدة الترابية بجهاد أكبر تمثل في المسيرة التنموية المتواصلة بالأقاليم الجنوبية، في شكل منجزات تتعاقب حلقاتها في إطار عمل إرادي يروم النهوض بالمناطق المسترجعة وإدماجها في النسيج السوسيو اقتصادي الوطني.
إن إرادة التنمية بهذه الأقاليم المسترجعة، تتجلى في جميع أبعادها، في بوابة مشرعة على مستقبل تعبّد فيها للأقاليم الجنوبية طريقها كي تشكل قطبا فاعلا وأساسيا ضمن محيطها الجهوي.
وبالفعل، فقد انطلقت هذه المسيرة التنموية ببرامج استعجالية لتدارك الخصاص الحاصل في البنيات التحتية والتجهيزات، واتخذت وتيرة متسارعة، خصوصا بعد إنشاء وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية.
إن الأمر يتعلق بدينامية بعيدة المدى تروم تهيئ الأقاليم الجنوبية لولوج مرحلة الجهوية الموسعة التي جاء مخطط الحكم الذاتي منسجما مع فلسفتها القاضية بتمكين مختلف جهات المغرب من استثمار طاقاتها ومواردها البشرية والطبيعية خدمة للوطن والمواطنين، في شكل منجزات وفي إطار عمل يتأسس على إرادة تمعن في المضي بتنميتها إلى أبعد مدى.
وسيرا على نهج جده الملك المحرر جلالة المغفور له محمد الخامس ووالده باني المغرب الحديث المرحوم الحسن الثاني، ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يواصل، منذ اعتلائه العرش، تجديد الالتزام بتكريس الوحدة الترابية للمملكة، حيث شكلت تنمية الأقاليم الجنوبية وإدماجها، اقتصاديا واجتماعيا، في النسيج الوطني، واحدة من القضايا الأساسية في اهتمامات جلالته.
وفي هذا الصدد، أكد جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة الذكرى ال`33 للمسيرة الخضراء "وقد قامت بلادنا بجهود مشهود بها، توجناها باقتراح مبادرة مقدامة للحكم الذاتي، حرصنا على أن تكون المشاركة الديمقراطية هي السمة المميزة لكافة مراحل إعدادها من لدن كافة الأحزاب السياسية والقوى الحية للأمة، وكذا سائر الهيآت التمثيلية للأقاليم الجنوبية. وهو ما جعل هذه المبادرة ملكا للمغاربة جميعا، ولا سيما أبناء أقاليمنا الصحراوية، لأ نها فتحت أمامهم أبواب المصالحة مع إخوانهم العائدين لحضن الوطن-الأم، ليتولوا جميعا التدبير الذاتي لشؤونهم المحلية".
إن المغرب، قمة وقاعدة يقف اليوم، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، صامدا للدفاع عن حقوقه المشروعة والراسخة في صيانة مكتسباته ووحدته، ويؤكد للعالم حسن نيته وسعيه الدؤوب لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء من خلال مبادرته القاضية بمنح حكم ذاتي لجهة الصحراء تحت السيادة المغربية.
وهو الأمر الذي أكده جلالته، في خطاب العرش لسنة 2008 حينما شدد على أن "أسبقية الأسبقيات تظل في تحصين الوحدة الترابية للمملكة (...) وقد أسفرت الجهود الدؤوبة لدبلوماسيتنا المقدامة عن تطور إيجابي جوهري تجسد في تأكيد الإقرار الأممي بجدية ومصداقية مبادرتنا الشجاعة للحكم الذاتي والدعم الدولي المتنامي لأحقية المملكة في سيادتها على صحرائها وبعدم واقعية وهم الانفصال".
إن المغاربة، وهم يخلدون اليوم ذكرى المسيرة الخضراء، ليستحضرون بإجلال وإكبار روح مبدعها الملك الراحل الحسن الثاني، وما تحمله من معاني وعبر كملحمة وطنية، ليؤكدون تجندهم وراء جلالة الملك من أجل استكمال وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية للمملكة وتحقيق ازدهارها ورقيها.
وعلى امتداد 34 سنة الموالية لانطلاق المسيرة الخضراء،التي جسدت أروع صور التلاحم الوطني في سبيل استكمال وحدة المغرب الترابية، عرفت الأقاليم الصحراوية نهضة تنموية شاملة أصبحت معها هذه الربوع طافحة بالحياة وتتوفر على احدث التجهيزات الأساسية.
الذكرى ال34 للمسيرة الخضراء : من ملحمة التحرير إلى مسيرة النماء والتشييد
فبعد تنظيم هذه الملحمة التي تم بفضلها تحرير هذه الأقاليم من الاحتلال الاسباني, انطلقت مسيرة التنمية ببرامج استعجالية لتدارك الخصاص الحاصل في البنيات التحتية التي كانت تفتقر إليها هذه الربوع قبل أن تتعزز بمنجزات مكنت هذا الجزء من المملكة من بلوغ مستوى متقدم من التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وبالفعل فقد تحولت هذه الأقاليم بصفة عامة وإقليم العيون على وجه الخصوص منذ سنة 1975 إلى ورش مفتوح شمل جميع مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمرانية فضلا عن الاهتمام الكبير الذي حظيت به البنيات التحتية.
إن الأمر يتعلق حقيقة بمسيرة متواصلة الحلقات هدفها النهوض بتنمية هذه الأقاليم وإدماجها في النسيج السوسيو- اقتصادي الوطني بعدما عانت لسنوات طوال قبل ملحمة التحرير من مظاهر العزلة والتهميش.
ومن المؤشرات التي تجسد أهمية المجهود التنموي المبذول بهذه الأقاليم وبجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء على وجه الخصوص البرامج السكنية المتنوعة التي تم بفضلها تدارك العجز العمراني والاستجابة للطلب المتزايد على السكن وإعلان العيون مدينة بدون صفيح.
وموازاة مع القطاع العمراني عملت الدولة بفضل الاستثمارات الهائلة على توفير حاجيات السكان المتزايدة من الماء الصالح للشرب حيث تتجاوز حاليا نسبة التزود بهذه المادة الحيوية على صعيد جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء على سبيل المثال 95 في المائة.
ومن أهم المنجزات التي ساهمت في التحولات التي عرفتها هذه المناطق في بنيتها التحتية المائية والخدمات المقدمة لفائدة السكان على مستوى قطاع الماء إنجاز محطتين لتحلية ماء البحر بكل من العيون بوجدور وبناء محطة لتزويد مدينة السمارة بالماء الشروب انطلاقا من حقل الالتقاط بسيدي الخطاري.
وعلى مستوى التزود بالكهرباء فقد تم ربط الأقاليم الجنوبية بالشبكة الوطنية للكهرباء بواسطة خط ذو توتر جد عال طوله مئات الكيلومترات بعد أن كان توفير هذه المادة يؤمن انطلاقا من محطات تشتغل ب" الفيول" و"الغازوال".
ولفك العزلة عن الأقاليم الجنوبية وربطها بالأقاليم الشمالية عملت الدولة خلال الفترة الممتدة مابين 1975 و2007 على انجاز عدة عمليات همت بناء وتجهيز 3 آلاف كلم باستثمارات فاقت 3 ملايير و200 مليون درهم بعدما كان طول هذه الشبكة قبل 1975 لا يتجاوز 70 كلم .
وعرفت البنية التحتية الإستشفائية بدورها نموا ملحوظا حيث أصبحت هذه الأقاليم تتوفر على عدد من المراكز الصحية وخمس مستشفيات اثنان منها بالعيون وواحد بكل من السمارة والداخلة وبوجدور في وقت كانت هذه الربوع قبل المسيرة الخضراء لا تتوفر إلا على مستشفى واحد بمدينة العيون.
وشملت هذه القفزة النوعية قطاعات التعليم والشباب والرياضة والطفولة حيث تم بجهة العيون بوجدور الساقية الحمراء بناء وتجهيز 53 مدرسة ابتدائية و30 مؤسسة للتعليم الثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي وملعبين لكرة القدم وثلاث قاعات مغطاة وحلبة لألعاب القوى وحلبة لسباق الهجن إلى جانب دور للشباب والأطفال ومراكز للتربية والتكوين ومركب ثقافي ومكتبات وسائطية.
وتأتي كل هذه المنجزات لتنضاف إلى مشاريع أخرى توجد في طور الانجاز أو قيد الدراسة والمرتبطة أساسا بتعميم شبكة تطهير السائل وتوسيع محطة تحلية ماء البحر وبناء وتهيئة 780 كلم من الطرق بالعالم القروي والانتهاء من التجهيز التدريجي ل24 ألف بقعة أرضية بالعيون وإحداث قطب حضري جديد ببوجدور وتعزيز المرافق الاجتماعية والثقافية والرياضية.
ومن المؤكد أن هذه المشاريع التي يتم انجاز عدد منها في إطار شراكة مع وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية التي خصصت لانجاز مخططها الخماسي للفترة 2004/2008 إعتمادات مالية بقيمة 7 ملايير و200 مليون درهم ستوفر الأرضية الملائمة لاستقطاب استثمارات كفيلة بتحقيق تنمية مستدامة ومندمجة بهذه الربوع من المملكة.
وتعززت هذه الجهود الاستثمارية، التي جعلت المنطقة تتبوأ مرتبة متقدمة في مجال التنمية، بمشاريع أخرى مدرجة ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس في 18 ماي 2005.
وبهذه المنجزات تكون الأقاليم الجنوبية قطعت أشواطا متقدمة في مسيرة التنموية وانتقلت على إثرها من مرحلة توفير التجهيزات الأساسية الضرورية إلى عمليات واسعة لبناء مختلف المرافق والمؤسسات جعلت مدنها تضاهي المراكز الحضرية الكبرى ببنيات حديثة ومتجددة تتوجه نحو مستقبل أفضل.
المرجو مشاهدة الروابط التالية حول ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة:
رقم 1
خطاب صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراء في 16 أكتوبر 1975
http://www.youtube.com/watch?v=6pbTS6fT3Gs&feature=related
رقم 2
اغنية صوت الحسن ينادي
http://www.youtube.com/watch?v=d-TVksWCQOk&feature=related
رقم 3
أغنية العيون عينيا لفرقة جيل جيلالة
http://www.youtube.com/watch?v=fuZbTr5SYrY&feature=related
رقم 4
شريط حول الملحمة الخالدة من إعداد جمعية منتدى الطفولة
http://www.youtube.com/watch?v=k_T-9YxFpRc&feature=related


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.