على وقع الصدمة التي تعيشها مدينة طنجة، شُيع عصر اليوم الثلاثاء، جثمان سعيد الغري، بائع المجوهرات الذي قتلته طعنة سيف غادرة من طرف عصابة إجرامية أمس الإثنين بطنجة. وشارك المئات من المشيعين في جنازة مهيبة انطلقت من مسجد السنة بحي "حومة الحداد" في اتجاه مقبرة "كورزينا" ببني مكادة، حيث وُري جثمان الفقيد الثرى. المشيعون رفعوا شعارات غاضبة تطالب بالقصاص من قتلة الغري وبتنفيذ الإعدام في حق الجناة، داعين السلطات إلى توفير الأمن في الأحياء الشعبية لمدينة طنجة. من جهة أخرى، أفادت مصادر متطابقة، أن المصالح الأمنية قررت تأجيل عملية إعادة تمثيل جريمة القتل بمحل المجوهرات، حيث كان مقررا إجراؤها مساء اليوم، وذلك بسبب "الاحتقان الكبير الذي يعرفه الحي بعد تنفيذ الجريمة ليلة أمس". إلى ذلك، دعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تنظيم وقفة احتجاجية يوم السبت المقبل، ضد ما اعتبروه انتشارا للجريمة بأحياء مدينة طنجة مؤخرا، كما أطلقوا حملة تطالب السلطات الأمنية باستتباب الأمن بالمدينة، وذلك عبر هاشتاغ " #بغينا_الأمن_في_طنجة". وكان سعيد الغري، أحد الأوجه المعروف بحسن خلقه ودعمه للعمل الطفولي والخيري بمدينة طنجة، قد لفظ أنفاسه الأخيرة ليلة الأمس، إثر تلقيه طعنة سيف قاتلة على مستوى العنق من طرف مجرمان حاولا سرقة محله المخصص لبيع المجوهرات بحومة الحداد. وكانت المصالح الأمنية، قد ألقت القبض على المجرمان ساعات قليلة بعد الجريمة، ويتحدر أحدهما من مدينة سلا والثاني من تاونات، حيث هاجما محل الضحية مباشرة بعد عودته من صلاة العشاء أمس الإثنين، قبل أن يطعناه على مستوى العنق ويسرقا المجوهرات والأموال. وخلف حادث مقتل سعيد الغري، حالة صدمة واسعة بمدينة طنجة، وامتلأت صفحات محلية على موقع "فيسبوك" بصور الضحية وأبنائه الخمسة، مع دعوات بإعدام الجناة الذين "حرموا أطفالا من أبيهم دون أي ذنب". الضحية سعيد الغري، البالغ من العمر قيد حياته 57 عاما، أب لأربعة أولاد وبنت (أحمد والبشير ويونس وعدنان وإيمان)، ورغم أنه لم يكن عضوا بأي جمعية أو تنظيم، إلا أنه كان من أبرز الداعمين للعمل الطفولي والخيري. وكان أحد أقرباء الفقيد، قد صرح ل"العمق المغربي"، أن الضحية منح الطابق الأرضي لمنزله كمقر لجمعية الرسالة للأطفال، بينما اكتفى هو بمحل صغير لبيع المجوهرات، كما أن "بيته كان مفتوحا للجلسات التربوية وتحفيظ القرآن والحملات الاجتماعية ودروس محو الأمية".