وسط تعزيزات أمنية مشددة، شيع المئات من سكان مدينة طنجة، بعد عصر اليوم الثلاثاء، جنازة الراحل "سعيد غري"، الذي قضى في جريمة قتل بشعة، نفذها في حقه شخصان مساء أمس الاثنين، في حومة "الحداد" بمقاطعة بني مكادة، بهدف سرقة محل المجوهرات الذي يسيره. ومباشرة بعد صلاتي العصر والجنازة بمسجد "السنة"، انطلقت حشود المشيعين، في أجواء من الحزن والوجوم، في اتجاه مقبرة حي "كورزيانة" المجاورة، حيث ووري الراحل، الذي كان قد تلقى طعنة قاتلة على مستوى العنق من طرف اثنين من الجناة، الذين تم إلقاء القبض عليهما من طرف مصالح الأمن، بعد ساعات من تنفيذ جريمتهما النكراء. وبعكس الهدوء الذي ساد موكب الجنازة، الذي شارك فيه المئات من أقارب ومعارف الضحية، البالغ قيد حياته 54 سنة، فقد ارتفعت هتافات وشعارات غاضبة من طرف المشعين الذين نظموا وقفة عفوية أمام منزل الراحل، دقوا خلالها ناقوس الخطر جراء الوضع الأمني في المدينة، وطالبوا بتوقيع عقوبة الإعدام في حق المجرمين. إلى ذلك، اضطرت مصالح الأمن إلى إلغاء مسطرة تشخيص جريمة القتل في حق الضحية "سعيد غري"، بالنظر إلى الأعداد الهائلة من المواطنين الذين كانوا يترقبون هذا الإجراء، في محيط مسكن الراحل الكائن بتجزئة السلام التابعة ل"حومة الحداد". وكانت مصالح الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية الثانية، قد تمكنت من توقيف اثنين من الجناة، وهما من عائلة واحدة (18 و 22 سنة)، بعد ساعات من تنفيذهما لجريمة القتل الدموية، التي قاما خلالها باستهداف الضحية داخل محل المجوهرات الذي يملكه في "حومة الحداد" بمنطقة بني مكادة. وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بينما ما تزال الأبحاث والتحريات متواصلة لتوقيف مشتبه فيه ثالث كان برفقتهما ساعة ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.