تحولت جنازة سعيد الغري تاجر المجوهرات ضحية الجريمة المروعة التي هزت حي حومة الحداد بمقاطعة بني مكادة في مدينة طنجة ليلة الإثنين الماضي، إلى مسيرة احتجاجية حاشدة رفعت خلالها شعارات غاضبة من تردي الوضع الأمني بالمدينة ومنطقة بني مكادة ذات الكثافة السكانية الكبيرة بشكل أكثر، وعقب الجنازة جابت مسيرة نسائية عدة شوارع وأزقة بالمقاطعة تضامنا مع زوجة الفقيد وأبنائه الخمسة. وفي موكب جنائزي مهيب شيع مئات المواطنين وجمع غفير من سكان الأحياء المجاورة، جثمان الراحل بعد صلاة عصر أول أمس إلى مثواه الأخير حيث وري الثرى في مقبرة "السعدية" بمقاطعة بني مكادة، لتنطلق بعدها مسيرة عفوية ردد خلالها المحتجون شعارات مطالبة بعقاب المجرمين، حسب تصريحات شهود عيان ل "جديد بريس". وبسبب احتقان الأجواء في أوساط ساكنة حي حومة الحداد والأحياء المجاورة، أجلت المصالح الأمنية لولاية طنجة إعادة تمثيل جريمة قتل تاجر المجوهرات بعد أن كانت مقررة أول أمس الثلاثاء، بعد أن كانت السلطات الأمنية قد اعتقلت اثنين من الجناة. وغداة الجريمة المروعة نفذت السلطات الولائية لأمن طنجة حملة تمشيطية شاركت فيها عناصر القوات المساعدة وفرق الصقور والشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية الثانية، أسفرت حسب ما أكد مصدر أمني في تصريح ل يومية التجديد، عن إيقاف 345 شخصا مشتبه به بينهم 50 موقوفا موضوع مذكرة بحث. وأوضح نفس المصدر أن باقي الموقوفين تم اعتقالهم متلبسين في ارتكاب جنح الضرب والجرح أوبيع وترويج المخدرات والسرقات بالعنف وحيازة الأسلحة البيضاء، وأضاف بأنه تم إيداع عدد من الموقوفين السجن المحلي على أن يتم تقديمهم أمام النيابة العامة لاستكمال إجراءات التحقيق، مشيرا إلى أن الحملة التمشيطية ما تزال متواصلة من أجل محاصرة أنشطة المنحرفين واعتقال الضالعين في تهديد استقرار الأمن العام.