لازالت مدينة طنجة تعيش على وقع الصدمة عقب مقتل بائع مجوهرات بطريقة وُصفت بالبشعة ليلة أمس الإثنين، ورغم اعتقال قوات الأمن للجناة، إلا أن حالة الغضب العارم دفعت أقرباء وجيران الضحية إلى المطالبة بإعدام المجرمين. تفاصيل ليلة سوداء أطوار القضية بدأت مباشرة بعد صلاة العشاء ليلة أمس، حيث تفاجأ سكان حي "حومة الحداد" ببني مكادة بطنجة، بخبر مقتل بائع المجوهرات "سعيد الغري" في محله الكائن أسفل منزله بنفس الحي، وذلك بعد عودته من صلاة العشاء. أحد أقرباء الضحية، روى في اتصال مع "العمق المغربي" تفاصيل ما وقع، حيث كان الحي يعرف حركيته المعهودة دون أن يتوقع أحد أن جريمة بشعة ستقع بعد لحظات. المتحدث قال إن أحد سكان الحي لاحظ شخصان يفران من محل الضحية على الساعة 19:30، حيث سارع إلى إخبار ابنه الذي كان متواجدا بمقر جمعية الرسالة للتربية والتخييم الملاصق للمحل، قبل أن يهرع الأخير إلى محل والده ليجده يُشهِد وهو ينزف دما بعد طعنة قاتلة على مستوى العنق. المصدر أضاف أن الضحية فارق الحياة لحظات بعد ذلك نظرا لقوة الطعنة التي أصابت عنقه، مشيرا أن الجناة اعتدوا على الضحية بالسيوف وسرقوا الأموال والمجوهرات من المحل قبل أن يلوذوا بالفرار، لافتا إلى أن الجريمة تمت دون أي صراخ أو ضجيج داخل المحل، قبل أن تحل الشرطة العلمية بعين المكان بعد ذلك. مطالب بإعدام الجناة حوالي الساعة الثانية عشر ليلا، اعتقلت قوات الأمن منفذي جريمة قتل سعيد الغري، وحسب مصادر مطلعة فالجانيان يبلغ أحدهما 22 سنة وهو من مدينة سلا، بينما يبلغ الآخر 17 سنة من مدينة تاونات، وتم القبض عليهما بشارع القدس على بعد أمتار من مكان الجريمة. ومباشرة بعد إعلان مقتل سعيد الغري، انتشر الخبر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، مخلفا صدمة واسعة لدى أقربائه ونشطاء جمعية الرسالة، بينما تجمهر العشرات من سكان الحي أثناء نقل جثمان الضحية إلى سيارة نقل الأموات، رافعين شعارات التكبير والتهليل. اعتقال الأمن لمنفذي الجريمة، لم يشفي غليل الساكنة، حيث تجمهر العشرات منهم مرة أخرى حول سيارة الأمن أثناء اعتقال الجناة، رافعين شعارات تطالب بأقصى العقوبات وبتنفيذ الإعدام، بينما ظل منزل الضحية عنوانا للصراخ والحزن في ليلة سوداء عاشها حي "حومة الحداد". كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لإعادة الأمن إلى أحياء مدينة طنجة، وإعدام الجناة "حتى يكونوا عبرة لمن يفكر في قتل الأبرياء". سعيد الغري الضحية سعيد الغري، البالغ من العمر قيد حياته 57 عاما، أب لأربع أولاد وبنت (أحمد والبشير ويونس وعدنان وإيمان)، ورغم أنه لم يكن عضوا بأي جمعية أو تنظيم، إلا أنه كان من أبرز الداعمين للعمل الطفولي والخيري. مصدر "العمق المغربي"، قال إن الضحية منح الطابق الأرضي لمنزله كمقر لجمعية الرسالة للأطفال، بينما اكتفى هو بمحل صغير لبيع المجوهرات، كما أن "بيته كان مفتوحا للجلسات التربوية وتحفيظ القرآن والحملات الاجتماعية ودروس محو الأمية". مقتل الغري، ينضاف إلى عشرات جرائم القتل التي أصبحت تعرفها مدينة طنجة في الآونة الأخيرة، وهو ما دفع عدد من الجمعيات ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي إلى المطالبة بإعادة الأمن وإنزال أقصى العقوبات في حق مقترفي الجرائم بالمدينة.