احتشد عدد هائل من من ساكنة طنجة، عصر الثلاثاء بحومة الحدّاد، لتشييع جنازة الضحية "سعيد الغري" الذي راح ضحية اعتداء بالسلاح الأبيض بهدف السرقة، داخل محلّه الخاص ببيع المجوهرات أمس الاثنين. وبدا التأثر والانفعال واضحيْن على المشيعين، الذين تجاوزوا الألفيْ شخص، حيث أظهروا تعاطفهم الشديد مع أهل الضحية واستنكروا ما حدث لشخص معروف في الحي باستقامته وصلاحه، وبخدمته للحي وقاطنيه. ولحظات قبل تشييع الجنازة نظمت مجموعةُ نساءٍ تنتمين لذات الحيّ مسيرة عفوية توجهت نحو "كوميسارية حيّ العوّامة"، طالبن من خلالها بتوفير الأمن بمدينة طنجة، وندّدن بما تعرفه المدينة من جرائم متلاحقة. تزامن هذا مع إعلان ناشطين على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن عزمهم تنظيم وقفة بساحة الأمم يوم السبت القادم للمطالبة بالحدّ مما أسموه "الانفلات الأمني بطنجة" وبتوفير الأمن اللازم بالمدينة، في حين طالب آخرون بضرورة "تفعيل عقوبة الإعدام في حق القتلة". من جانبه، كان أمنُ طنجة قد أعلن عن وجود شريك ثالثٍ في الجريمة، لازال لحد الآن في حالة فرار، بينما علمت هسبريس من مصادر مقربة من الرّاحل أن شخصا مقرّبا من الجُناة كان هو من قاد الأمن للفاعليْن بعد أن ربط بين أصداء الجريمة التي وصلته وتصرفاتهما المريبة بعد ذلك بلحظات. إلى ذلك، كان من المقرر أن تتمّ، عصر اليوم، بعد الجنازة مباشرة، عملية تمثيل الجريمة بإشراف عناصر الأمن، لكن تم التراجع عنها وتأجيلها في آخر لحظة نظرا للحضور الكبير جدا للمعزّين ولساكنة الحيّ الذين ردّدوا أكثر من مرة شعارات تطالب بالقصاص وبإعدام الفاعلين، وهو ما أوحى بأن الأمور قد تخرج عن السيطرة في حالة إحضار المجرمين إلى عين المكان.