بدأت الأمور تخرج عن السيطرة: فالأطر الصحية -خاصة المدنية منها- وكذا البنيات التحتية الصحية الهشة، لم تعد تحتمل الضغط المتزايد يوما بعد يوم، جراء ارتفاع عدد الإصابات، فقد تم تعويض مستشفيات جهوية وإقليمية بأخرى ميدانية، أبانت عن قيامها بمهمة علاج المصابين بكوفيد 19 على أحسن وجه، وسرعان ما تم استبدال هذه المستشفيات الميدانية المجهزة بأحدث التجهيزات و اللوازم الطبية، بأحياء جامعية مفتقرة لأبسط الظروف الصحية، وأبسط التجهيزات و الأطر الطبية، كما هو الشأن بالمستشفى الميداني المحدث بجهة فاس-مكناس، والذي لا ينطبق عليه أدنى معيار من معايير مستشفى أو بالأحرى مستوصف بحي سكني، طاقته الإستعابية محدودة في ألف سرير ملئت عن آخرها، و الكل يعرف أسرة الأحياء الجامعية الحديدية ذات طابقين، والتي لم يتم استبدال أضعف الإيمان لأفرشتها الغير صحية بل تمت تغطيتها فقط بإزار أبيض، الجدران مهترئة بالرطوبة، والمرافق الصحية مستنزفة عن آخرها، ولم تخضع أبدا لأي عملية صيانة، وخاصة وقت إعداد الحي الجامعي – إناث - ليتحول إلى (مستشفى ميداني) ، تحترم فيه أبسط المعايير والكرامة الإنسانية. فلم يعد هناك شيء إسمه تتبع المخالطين، بل تركهم و شأنهم للأقدار: فمن لا يعاني من أعراض كوفيد19 وليس لديه أي مرض مزمن، نجى في صمت ولم يشعر في وقت ما بأنه تعرض لهجوم هذا الفيروس وتخلص منه بفضل قوة مناعته، ولكن المصيبة هي أنه قدم خدمة كبرى لكوفيد19 بحيث أصبح ناقلا وناشرا له وهو لا يدري طوال مدة حضانته له، فيحصد هذا الفيروس بسببه المزيد من ضحاياه في صفوف أسرته وزملائه وأصحابه... وأما من يعاني من ضعف في جهازه المناعي ومن أمراض مزمنة، فهو من أصبحت وزارة الصحة تتكفل بعلاجه، إذا أسرع و توجه لمختبراتها لإجراء تحاليل الإصابة بالفيروس، والتي أصبحت دائما تتأخر نتائجها أكثر من 4 أيام، ليواجه المريض بأحد الأمراض المزمنة مصيره، إما الموت المحقق، وإما الاستعانة بجهاز التنفس الإصطناعي في مدة علاجه الطويلة، وغالبا ما تنتهي هذه الرحلة بالمأساة والفشل، بسبب تمكن الفيروس المميت من رئة هذا المصاب. لذا : وجب أخذ الحيطة و الحذر عدم الإستهانة بخطورة هذا الفيروس عدم الإتكال والإعتماد على المنظومة الصحية الراهنة. فمثلا في حالة الإحساس بأعراض الفيروس المرضية أو مجرد الشك في وجوده، يستوجب الإسراع إلى المختبرات المختصة، والحرص على نتائجها في أقرب الآجال، ولو كلف الأمر عدم مغادرتها، إلى حين التعرف على النتائج. وأخذ الأدوية المنصوح بها لمقاومة الفيروس بالبيت، باستشارة الطبيب مع احترام جرعاتها. أعاذنا الله و إياكم من الأمراض والأسقام، و من شر هذا الفيروس الخطير ودائما تظل الوقاية خير من العلاج توخي الحيطة و الحذر أصبح ضروريا و ملحا، في الوقت الراهن..