انتشرت مؤخرا العاب قتالية على غرار لعبة بابجي و فري فاير بوثيرة جد سريعة في وسط الاطفال والمراهقين والشباب، حيث تجاوزت عدد التحميلات على متجر google ا500 تحميل، و مع ظروف الحجر الصحي و غياب مراقبة الاباء تسلل هذا العدو لكل المنازل، عبر الانترنيت الذي اصبح الاستغناء عنه مستحيلا، بحيث استطاعت هذه اللعبة التحكم في عقول كل من يلعبها، ليتحول الشخص بعد ممارستها الى مدمن قتل و عاشق للدماء، و هي لا تقل خطورة عن لعبة الحوت الازرق الذي راح ضحيتها عدة مراهقين حاولو الانتحار عند نهاية اللعبة. الاقبال الملفت على هذه الالعاب راجع لعدة اسباب، فبالاضافة لكونها توفر تلك المتعة الافتراضية، هناك من يقبل عليها بحثا عن المال، بحيث اذا تمكن اللاعب من تجاوز مستويات محددة من هذه اللعبة يجمع رصيدا من النقط قد لا يصله كثير ممن ادمن عليها، وبالتالي يمكنه بيع هذا الرصيد ان اراد بثمن قد يصل حتى عشرون الف درهم لشباب من الخليج، كما ان غياب مراقبة الاباء يعد سببا رئيسيا لادمان ابناءهم على هذه اللعبة ظانين (الاباء) ان مثل هذه الالعاب مجرد تسلية و مرح قد تخلصهم من ضجيج هؤلاء و شغبهم الدائم. هذا النوع من الالعاب يخلق آثارا نفسية و تربوية و صحية و حتى مادية يصعب التخلص منها بسهولة، حيث افاد بعض الأباء ان ابناءهم يتذمرون من ابسط الطلبات او حتى من أداء اقل واجباتهم و التخلي التام عن التحصيل الدراسي، حيث وصل الامر ببعضهم عدم تناول وجباته الغذائية لكثرة تعلقة بهذه الالعاب، كما ان الجلوس امام شاشات الهواتف لفترات طويلة قد تصل 20 ساعة تحدث ضررا بالغا على النظر و التركيز. وأشارت عدة تقارير ان هذا النوع من الالعاب يساهم في ولادة العنف و تبني ثقافة القتال في صفوف المراهقين و الشباب، كما تساهم في انشاء نوع من العزلة و الوحدة التي تفصل اللاعب عن حياته الواقعية لترمي به في ضلال عالم افتراضي يؤدي الى اصابتهم بنوع من الادمان و الزيادة في حالات الانطوائية. وقد نبه متخصصون تقنيون لخطورة الادمان على هذه الالعاب لاحتواءها على ايحاءت جنسية، كما ان لعبة pubg تضمنت مؤخرا مستوى يطلب من اللاعب السجود لصنم للمرور لمرحلة موالية، و هذا يقوم به شبابنا بلا وعي مما سيؤثر على معتقداتهم و هو الامر الذي دفع مركز الازهر بمصر لتحريم هذه اللعبة لخطورتها على الفرد و المجتمع. بين الشغف و الادمان خط رفيع يجعل من الشباب بطلا من ورق، فهل ستلقي هذه الالعاب مصيرا كسابقتها و تنسى؟ ام انها ستزداد خطورة و تصبح آفة اجتماعية؟ * أستاذ للثانوي التأهيلي