زينب مفتوح، شابة مغربية ذات 22 سنة، مكنتها عزيمتها وإصرارها من تحقيق حلمها في أن تصبح ممرضة، ذاك الحلم الذي راودها بعد إصابتها بمرض السرطان على مستوى العين. قررت زينب الملقبة على مواقع التواصل الاجتماعي ب”زينة”، أن تفتح قلبها للعمق، وتسرد رحلتها الطويلة مع مرض السرطان منذ إصابتها به إلى حد استئصال عينها المصابة. سنة 2004 كانت كابوسا بالنسبة ل”زينة”، حيث اكتشفت إصابتها بمرض السرطان وهي ذات الست سنوات، لتبدأ رحلتها في التنقل بين جدران المستشفيات وغرف العمليات، بحثا عن العلاج. وتقول “زينة”، “بقدر معاناتي مع المرض كانت لي معاناة أخرى من نوع آخر وهي التنقل من ضواحي مدينة خريبكة التي لازالت لحد الآن ونحن في سنة 2020 لا تتوفر على مركز لعلاج السرطان، إلى مدينة الدارالبيضاء، حيث كانت في سنة 2004، لا توجد طريق سيار تربط بين المدينتين للوصول إلى مركز العلاج بسرعة”. وأضافت المتحدثة، “كنت أشعر بالتعب والعياء طول الطريق وأنا في سن أهوى فيه اللعب فقط، كما أن إمكانيات العلاج حينها لم تكن متطورة كما في الوقت الراهن، حيث كانت الطريقة الوحيدة للعلاج بعدما غزى السرطان عيني اليسرى، هي الاستئصال، التي تمت بطريقة غير احترافية وغير مهنية، فتم استئصال عيني كاملة بجفن ورموش العين”. وتضيف بنبرة صوت قوية: “رغم رحيل السرطان، رغم أنه خطف مني عضوا من أعضاء جسدي وترك مكانا ميتا في وجهي، تركني مع حفرة فارغة من أجزاء العين، إلا أنه نمّى في داخلي رغبة وعزيمة وإرادة قوية في أن أصبح ممرضة”. ولم تفت زينة الفرصة في حديثها مع “العمق” أن توجه رسالة خاصة لجميع النساء بمناسبة اليوم العالمي للمرأة قائلة: “أن تفرضي نفسك في مجتمع ذكوري يلزمك العزيمة والصبر وقوة داخلية نابعة من مشاكلك، فالأزمات التي يمر بها الشخص تعتبر هي الوقود ومحرك الحياة”. لذلك أنصح جميع النساء، تقول “زينة”، بأن “لا يتركن المجال لأشخاص آخرين في أن يتحكموا في حياتهن باسم الأعراف ويصبحن شخصا ثانويا وليس رئيسيا في حياتهن، أقول لكل نساء العالم آمنوا بقدراتكن وبأهدافكن وحتما ستصلن.. واحتفلن بأنفسكن طوال السنة”. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة