لم تمض على مبادرة الصلح التي جمعت قادة تياري “المستقبل” و”بنشماش” بحزب الأصالة والمعاصرة سوى أسابيع، ليحتدم الصراع مجددا بين الخصمين مع اقتراب موعد المؤتمر الرابع. في هذا الحوار، مع جريدة “العمق” يكشف هشام عيروض، أحد الوجوه البارزة داخل تيار “المستقبل”، جوانب من أزمة الحزب الداخلية وخلفيات الصراع الدائر ومستجدات المؤتمر الرابع. رغم أن عيروض، أكد أنهم حسموا خلافاتهم داخل حزب الجرار، إلا أنه أوضح أن “البعض” في الحزب غاضب بسبب “معايير حالت دون إغراق المؤتمر بمنخرطي آخر ساعة”. بعد الصلح الذي أبرم بين تياري “بنشماش” و”المستقبل” ظهرت خلافات جديدة أبرزها صفقة تنظيم المؤتمر وتسريب لوائح المنخرطين وغيرها.. ألا يهدد هذا بتأجيل تنظيم المؤتمر؟ أولًا أريد أن أصحح بعض المغالطات، ليس هناك تيارات داخل البام بل هناك توجهات سياسية مختلفة داخل الحزب وأبرزها “نداء المستقبل”، الذي يقوده شباب يطالبون بمنهجية عمل جديدة داخل الحزب مبنية على الديمقراطية الداخلية وتجديد النخب والتدبير الجهوي للحزب. ثانيا لا نتحدث داخل الحزب عن صلح أو ما شابه ذلك، الأمر يتعلق بتجاوز أمور جوهرية كان حولها نقاش صحي شارك فيه الجميع. وبخصوص ما يروج حول بعض النقاط الخلافية فقد تم الحسم فيها من داخل الأجهزة المخول لها النظر فيها و قد تم الحسم مسبقا في تاريخ المؤتمر وفي تواريخ الانتدابات، واللجنة التحضيرية لها كل الصلاحيات في تدبير محطات تحضير المؤتمر الوطني وفق ما يخدم مصلحة الحزب و خاصة وفق الضوابط القانونية المصادق عليها. من يقف وراء تسريب لوائح المنخرطين ومن المستهدف؟ شخصيا ليس لدي معطيات دقيقة بخصوص هذا الموضوع. لماذا أزعجكم في تيار المستقبل تسريب لوائح المنخرطين؟ أظن أن انزعاج الكثير من مناضلي الحزب راجع لتسريب معلوماتهم الشخصية، أما لائحة منخرطي الحزب فهي معروفة ومتوفرة على صعيد جميع الجهات والأقاليم. هناك من يقول بأنكم كنتم تخططون لإغراق المؤتمر بأشخاص ليست لديهم المواصفات المطلوبة في الانتداب وتسريب اللوائح أفشل الخطة؟ نخطط؟ (يضحك)، أظن ما يزعج البعض فعلا هو أنه تم القطع مع ممارسات المحطات السابقة وتم اعتماد معايير موضوعية أعطت الجميع حجمهم الطبيعي، ووقفت سدا منيعا أمام محاولات إغراق المؤتمر بمنخرطي آخر ساعة وأنصفت الأقاليم المثابرة وكرست مبدأ العدالة المجالية داخل الحزب ووضعت حدا لإنزالات ذوي الصفة داخل مؤسسات الحزب بدون حق و لا شرعية. تم اعتماد معايير موضوعية أعطت الجميع حجمهم الطبيعي، ووقفت سدا منيعا أمام محاولات إغراق المؤتمر بمنخرطي آخر ساعة رغم أن بنشماش أشر في الأخير على صفقة تنظيم المؤتمر، إلا الطريقة التي تمت بها الصفقة أثارت مجموعة من الشكوك؟ هل تظن أن الأمين العام للحزب كان ليؤشر على صفقة غير قانونية؟ ما أزعج البعض هو احتكام اللجنة التحضيرية إلى طلب عروض وفق دفتر تحملات دقيق و معايير مضبوطة. في ظل هذا التوتر بين أطراف الأزمة في الحزب.. هل انفجار المؤتمر بسبب الخلافات وارد؟ أظن أن ما يعيشه الحزب طبيعي وعاد جدا نظرا للتحولات التي يعرفها ونظرا للتراكمات النضالية التي أسست لممارسات جديدة ووضعت حدا للكولسة والتوافقات الفوقية. نحن نعيش تدافعا تنظيميا عاد وطبيعي والمؤتمر هو مجال الحسم في هذه التدافعات وفي جميع الطموحات وفق ضوابط الحياة الداخلية للحزب ووفق ما راكمناه من أعراف خاصة بالبام. هل يمكن أن ينتهي هذا الخلاف بعد المؤتمر أم أن الأوضاع مرشحة لمزيد من الخلافات؟ لماذا يجب أن ينتهي الخلاف، نحن لسنا في مقاولة مجهولة الإسم أو جماعة تقوم على طاعة المرشد، نحن في حزب جماهيري ينصت لقواعده ولنبض الشارع و هذا التدافع التنظيمي يجب أن يستمر لتجويد عمل الحزب و تحصين البام من كل المؤامرات الخارجية و الداخلية. في حالة فوز عبد اللطيف وهبي المحسوب على تيار “المستقبل”، هل تؤمن بإمكانية التحالف مع حزب العدالة والتنمية؟ أولًا الأستاذ وهبي الذي نحترمه كثيرا من داخل نداء المستقبل له من التراكمات و الذكاء ما يؤهله لقيادة الحزب لكنه لم يعلن بعد عن ترشحه رسميا. فيما يخص التحالف مع حزب العدالة أظن أن البت في أمور كهذه سابق لأوانها و يحكمها سياق آخر وتوازنات سياسية من الصعب استباقها. المهم هو أن قرارا كهذا سنحتكم في البت فيه مستقبلا إلى مؤسسات الحزب وفق مصلحة الوطن أولا وقبل كل شيئ. هل بإمكان الحزب أن يحقق نتائج إيجابية في الانتخابات المقبلة، وخاصة في ظل الأزمة الداخلية التي يعيشها؟ نعم نطمح من داخل تنظيمات الحزب إلى تبوؤ المراتب الأولى خلال المحطات الانتخابية الأولى و سنعمل جاهدين على تجويد عرضنا السياسي وتطوير بنياتنا الترابية لمواكبة الاستحقاقات القادمة بفعالية أكبر. لكن من غير المعقول أن تتسابق بعض الأحزاب لإعلان نفسها من الآن متصدرة لانتخابات 2021، هذا الأمر فيه الكثير من العبث و فيه احتقار لارادة الناخبين وهذه الإرادة هي المعنية الأولى والأخيرة بهذا الأمر. كثيرون يتهمون الحزب بأنه تحول إلى فضاء لرجال أعمال وسياسيين فاسدين، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك. من يتحمل هذه المسؤولية؟ أولا هذا حكم قيمة لن أسمح به والبام على غرار جميع الأحزاب الوطنية مفتوح أمام جميع المواطنين والمواطنات وعندما يتبث تورط مناضل أو مناضلة داخل الحزب في أفعال غير قانونية فإن مؤسسات الحزب مدعوة إلى اتخاد التدابير اللازمة في مثل هذه الحالات. و لم يسبق لحزبنا أن تدخل يوما في قضايا رائجة أمام مؤسسات القضاء على غرار ما يقوم به بعض الأحزاب سامحهم الله. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة