بعد الولادة القيصرية لحكومة العدالة والتنمية والتي جاءت بتصويت من الطبقة الكادحة وليست من الطبقة المتوسطة أو المثقفة كما يعتقد البعض ،عسى أن تكون لديها حلول وآفاق مستقبلية ورغبة في النهوض بالوطن إلى الأمام لأن الدولة المغربية لديها تاريخ عريق جدا ،هذا التاريخ قد يشفع لها عن كل الألم الذي مرت منه ولكن هذه الدولة ضحى من أجلها أبنائها ورجالاتها ونسائها من أجل أن تقف على أعمدتها وتقول كلمتها بين الدول التي سبقتها ،الدولة المغربية الآن تعيش أزمة نفسية ربما هذه الأزمة ناتجة عن الخيانات والفساد المالي والإداري أ وعن مرض جني – كما يؤمن بذلك المغاربة – يسكنها ويصارعها لأن جميع الأطباء –رؤساء الحكومات – لن يجدوا لها دواء ربما دواءها عند الراقي وليس الطبيب النفسي. وقد ظلت هذه الحكومة منذ نشأتها منذ سنة 2011 إلى يومنا هذا لم تتحرك خطوة واحدة إلى الأمام ،فهي جامدة في مكانها لا نمو اقتصادي لا تعليم لا صحة لا وعي، وقد أثار استعجابي رئيس الحكومة الحالي بتصريح له أمام الملتقى الوطني الخامس لشبيبة العدالة والتنمية حيث قال إن استوزار أمكراز أعجوبة الزمان وكأنه يتحدث على مصباح علاء الدين ، وهو في الحقيقة أتى به ليتصالح مع شبيبة حزبه استعدادا لكسب عطف الشباب في الانتخابات المقبلة ، وتحدث كذلك عن الوزراء الذين غادروا الحكومة حيث قال بأنهم لم يكونوا أكفاء بل إنهم أنجزوا أمورا عملية للوطن ،السيد رئيس الحكومة كأنه يتحدث على وطن غير وطننا ونحن نعلم أن الإنجازات لديها إحصائيات وأرقام ومعطيات تثبت ذلك، مثلا عندما تحدث عن بسيمة الحقاوي التي كانت وزيرة الأسرة والتضامن، فماذا قدمت هذه الوزيرة منذ استوزراها ؟ أين هي الأرقام والمعطيات، بالعكس لم تقدم أي شيء سوى لنفسها وكذلك باقي وزراء العدالة والتنمية وغيرهم. فهؤلاء الوزراء سواء السابقون أو الجدد ربما قد تكون لهم شواهد عليا تثبت على أنهم يعرفون الكتابة والقراءة ولكنهم لا يفهمون في السياسية وتدبير الشأن العام لأن الوعي ليست له علاقة سيدي الوزير بالشهادات ونحن نعلم أننا لدينا جامعات فيها آلاف الأساتذة لديهم شواهد عليا للتدريس فقط ،أما الوعي فيتجلى في الشخص نفسه بحيث يكون قد أعتمد على نفسه في الوعي من مكتبات وملاحق وتكوينات سوا ء من الناحية السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية ، الوعي سيدي الوزير يتجلى عند الفلاسفة وليس عند الأساتذة لأن الفيلسوف لا يهمه المال أو الفيلات والخدم والحشم بل الهم الوحيد للفيلسوف هو البحث عن الحقيقة وعن حبه لدولته لأنه هو الذي يناضل من أجل العدالة والحرية والمستقبل ،ولا تعتقد أنك من الكفاءات بل إن الفهم لرئيس الحكومة ليس سهلا كما تعتقد ولولا المواطن البسيط لما كنت أنت وحزبك في الحكومة ،وهذا ليس بكفاءتك بل بتصويت الشعب عليك ،وأنا هنا لا ألومك بل ألوم الجهل المتفشي في مجتمعنا والأساطير التي خربت عقولنا وأصبحنا لا نفكر بالشكل الجيد ،والكفاءة سيدي الوزير ليس بالتعديل الحكومي لأنك بهذا تثبت أنك فاشل وغير قادر على تسير شؤون الدولة وهذا عار ،عار علينا أن يتم تعديلين في عهد حكومة العدالة والتنمية يثير سخرية الآخرين منا ،فهذا يعني بالنسبة لي عدم القدرة والكفاءة لتسيير شؤون البلاد والعباد . هل تعتقد سيدي رئيس الحكومة أن هذا التعديل قد يحل مشاكل المغرب بل العكس سوف يزيد الطين بلة وربما سوف ترى نفسك خارج رئاسة الحكومة ،فمن الأحسن إقالة الحكومة وننتظر الانتخابات المقبلة ،لتكون حكومة تقنوقراطية تسير البلاد أفضل من هذا الخليط ،وأتمنى أن تفهم الدرس جيدا .