قال عبدالرحيم المنار اسليمي، رئيس المغربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، إن تصريح صلاح الدين مزوار حول الوضع في الجزائر “خطير وغير محسوب ومن المتوقع أن يرفع سقف الأزمة في العلاقات المغربية الجزائرية”. وأضاف اسليمي في تصريح لجريدة “العمق”، أن “الخطير أن هذا التصريح يأتي في وقت تعيش فيه هذه العلاقات نوعا من الهدوء منذ سقوط نظام بوتفليقة، لذلك تثار تساؤلات كثيرة حول توقيت هذا التصريح داخل منتدى يجمع العديد من السياسيين والاقتصاديين والخبراء من مجموع دول العالم”. فمزوار بصفته وزير خارجية سابق ورئيس لأكبر تجمع اقتصادي ومالي في المغرب (الاتحاد العام لمقاولات المغرب)، يضيف اسليمي، “يرتكب خطأ كبيرا لكونه رئيس سابق للدبلوماسية المغربية يفترض فيه التحفظ في تصريحاته ويفترض فيه أن يضع أمامه مبدأ يشتغل به المغرب وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”. وشدد على أن “دعوة الجيش الجزائري أمام ملتقى دولي بأن يتقاسم السلطة مع المحتجين يعد تصريحا خطيرا من المتوقع جدا أن يتم توظيفه من طرف السلطات الجزائرية، وقد تابعنا طريقة رد قائد الجيش منذ أيام على بعض أعضاء البرلمان الأوروبي ولاحظنا كيف تجنبت شخصيات دبلوماسية سابقة من دول كثيرة عدم التعليق على الوضع في الجزائر لأنهم يدركون جيدا حساسية الجزائريين اتجاه التصريحات الخارجية”. وبحسب المحلل السياسي المذكور، “فصلاح الدين مزوار ارتكب خطأ كبيرا في ظرف دقيق توجد فيه نفسية قائد الجيش في ظرفية نظرا لاستمرار الاحتجاجات للأسبوع الرابع والثلاثين على التوالي، وفي وقت يبحث فيه قائد الجيش عن أي ورقة لتوظيفها في الأزمة الداخلية”. لقد حافظ المغرب على قاعدة مبدأ عدم التدخل وتجنبت الدبلوماسية المغربية التعليق على الأزمة الجزائرية، بحسب اسليمي، “لأنها شأن داخلي يهم الجزائريين فجاء تصريح صلاح الدين ليكسر كل لحظات الهدوء والتفاؤل الذي بدأ يروج في الأفق بخصوص العلاقات المغربية الجزائرية”. واعتبر اسليمي أن “تصريح الرجل لن تنظر إليه السلطات الجزائرية أنه تصريح رجل عادي قد يكون صادر عن إعلامي أو جامعي أو حقوقي وإنما من رجل دبلوماسي سابق ورئيس لتجمع اقتصادي وزعيم سابق لحزب سياسي”. لقد أعطى مزوار، يقول الخبير المذكور، “ورقة للقايد صالح لاستعمالها داخليا وخارجيا. والملاحظ أن شخصيات دبلوماسية سابقة كثيرة مغاربية وعربية فرنسية وأمريكية تجنبت الدخول في توصيفات للازمة الجزائرية لكونها تدرك جيدا طبيعة نفسية السلطات المدنية والعسكرية الجزائرية”. وزاد اسليمي قائلا: “لا اعرف كيف لم ينتبه دبلوماسي سابق يفترض فيه أن السنوات التي قضاها في وزارة الخارجية علمته قاعدة قانونية تقوم على مبدأ عدم التدخل وقواعد سيكولوجية مرتبطة بمعرفة نفسية الحكام في لحظات الازمات”.