06 ديسمبر, 2016 - 05:55:00 استبعد الكاتب والمحلل السياسي كمال القصير، أن يكون رد وزير الخارجية صلاح الدين مزوار على تصريحات رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران بخصوص روسيا، (استبعد) أن يكون تصرفا واجتهادا شخصيا لوزير ضمن فريق حكومي، موضحا، "لا يمكن تفسير موقف مزوار بأنه تجاوز لرئيس الحكومة بهذا الاعتبار، وعموما إن سلوكه كان لتطويق سوء الفهم"، مشيراً (القصير) أن "لقاء مزوار بالسفير الروسي كان ضروريا لتجاوز سوء الفهم الحاصل وعدم اتساع دائرته". وأوضح القصير، في تصريح لموقع "لكم"، أن "موقف وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار كان منتظرا ومتوقعا"، مضيفا "في مثل هذه الحالات يكون تدخل وزير الخارجية مؤطر ومضبوط بحدود المنظومة الموضوعة للسلوك الدبلوماسي المغربي". وعن تصريح بنكيران حول التدخل الروسي في سوريا، قال القصير، إنه "عبارة عن اقتراح لحلول أفضل أمام موسكو لحل الأزمة السورية ولم يكن هجوما مباشرا"، مضيفا " يبدو أنها سحابة عابرة انتهت بزيارة السفير الروسي لتعزية بنكيران في وفاة والدته رحمها الله". الباحث، أكد على أن الجزء الأساسي في تفسير إشكالية هذا التصريح هو "الاتجاه الواضح للدبلوماسية المغربية للانفتاح على الجانب الروسي في سياق تنويع شركائها الدوليين لخلق توازن بات مطلوبا في علاقات المغرب الدولية"، على حد تعبيره. وأشار القصير، إلى أنه بالرغم من أن مثل هذه التصريحات يتم إطلاقها كل يوم في دول عديدة، لكن "ملف السياسة الخارجية من اختصاص القنوات الدبلوماسية الرسمية، وكذلك مجال حصري على المؤسسة الملكية التي تحرص على ضبط إيقاع وخيوط علاقاتها الدولية"، يفسر المحلل السياسي. وأوضح ذات الباحث، سلوك السفارة الروسية، بكون "دبلوماسية بوتين تكثر من خطوط الدفاع عن مصالحها، ولا تدع مجالا للحديث عن سلوكها وخياراتها دون أن تتدخل للرد عليه حتى لو كان تصريحا متداولا في مناطق عديدة وفي وسائل الإعلام المحلية والعالمية"، مشيرا في ذات السياق، إلى أن هناك تحسس واضح في علاقات الروس مع الإسلاميين التي لا يمكن اعتبارها جيدة وتعتريها حساسية شديدة. ولم ينف القصير صعوبة تصريحات بنكيران، باعتباره الرجل الثاني في الدولة بعد الملك، حيث "يصبح الوضع أكثر صعوبة في حال صدور تصريحات يبدو منها وجود تضارب في الرؤية الدبلوماسية" يوضح القصير، مؤكدا أن بنكيران يدرك الأبعاد التي تمثلها تصريحات المسؤولين في حجمه أو حتى في مرتبة أقل منه. هذا، وسبق وأن أعرب السفير الروسي المعتمد في المغرب، فاليري فوروبييف، أمس الإثنين، عن قلق "موسكو" على أعقاب تصريحات إعلامية كان أدلى بها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، واتهم فيها النظام الروسي بتورطه في تدمير سوريا"، كما أصدرت وزارة الخارجية والتعاون بيانا قالت فيه، إن المغرب "يحترم دور فيدرالية روسيا بخصوص الملف السوري، وأنه يحدد مواقفه الديبلوماسية الرسمية على ضوء القيم والمبادئ والمصالح التي تحكم سياسته الخارجية".