يقوم المدرس بأدوار مختلفة هامة، فهو مربي وموجه ومعلم وصديق ووسيط ثقافي وقائد للجماعة وقدوة للمتمدرسين، فهو يقوم بكثير من هذه الأدوار عن طريق ملكات نمت لديه نتيجة لنشأته ، وتأثره بمحيطه او كفايات اكتسبها من خلال تخصصه المهني كمدرس، فالمتمدرس فاعل في المجتمع يُؤثر ويتأثر في دورة ركائزها الأسرة والمدرسة والمجتمع ومختلف البنيات الاجتماعية. ومن مداخل تأثير المدرس على المتمدرسين في أداءهم وسلوكاتهم هي العلاقات الشخصية والإنسانية بينه وبينهم، سلوك المدرس له انعاكس علس سلوك ومردودية المتمدرس، فتَوتُّر المدرس واندفعاه يُولِّد توترا واندفاعا أعمى لدى المتمدرسين، في حين أن الطريقة الهادئة والعناية اللازمة والدقة التي يتبعها مدرس آخر تكون لها آثار ايجابية على أداءهم وسلوكياتهم. وأيضا منطق المدرس في تدبير جماعته(القسم) له دور، فالمنطق الإجتماعي غير السلطوي الذي يأخد فيه بعين الإعتبار خبرات المتمدرسين ورغباتهم وأرائهم، له الأثر البالغ على المتمدرسين حيث يتصفون بالتعاون والاعتماد على النفس والقدرة على الإبداع والابتكار. فكلما كان المُدرس (إجتماعي) محفزا وحكيما في توجيه مجهود التلاميذ ومثيرا وباعثا على الثقة الا وتولدت لدى المُتَعلِّم رغبة المحاولة والمشاركة وعدم الخوف من الأخطاء، في حين إن كان المدرس (سلطوي) آمرا ولا يتجاوز عن الأخطاء، و ناقد سلبي، يصبح المُتَعلِّم شديد الحساسية يخاف المحاولة متمرد ومكبوح الإرادة. فاختيار مدرس المستقبل، يرتكز أساسا بكونه على درجة عالية من الإلمام بالمواد التي يدرسها وهذا مطلوب، لكن المطلوب أيضا تَمَيُّزُه بصفات التعاون والعطف ومراعاة الشعور والصبر والسلوك الرصين والخلق الطيب والمظهر اللائق والعدل والاهتمام بمشكلات المتمدرس والمرونة واستخدام التحفيز والتقدير. وأمام مجموعة من التحولات المجتمعية والقيمية والتكنولوجية فمن الواجب دعم المُدرِّس ومواكبته وتأهيله لمساعدته على القيام بأدواره كمُيَسِّر للمعرفة والمهارات الشخصية والاجتماعية حتى يتمكن من تنظيم بيئة ديمقراطية (داخل القسم) حاضنة لقيم تعزز قيم المواطنة وكذا العلاقات الإنسانية والإجتماعية بينه وبين المتمدرسين وحتى بين المتمدرسين أنفسهم.