* أسباب النزول ﻳﺸﻬﺪ العالم المعاﺻﺮ مجموعة ﻣﻦ التغيرات المتسارعة في مجال الاتصال وﺗﻘﻨﻴﺔ المعلومات، ﻣﺎ ﺟﻌﻞ العالم ﻗﺮﻳﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ المعلومات إلى جمبع أنحاء اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ في أﺟﺰاء ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، و ﻻ ﺷﻚ أن ﻫﺬﻩ التغيرات لها تأثيرها المباشر ﻋﻠﻰ اﻷﻓﺮاد والمؤسسات المكونة للمجتمع ﻣﺎ دﻓﻊ المجتمعات ﺑﻘﺒﻮل ﻫﺬﻩ المستحدثات، واﻟﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻻﺳﺘﻔﺎدة مما ﺗﻘﺪﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﺰاﻳﺎ في جميع المجالات. والمجتمع المغربي ﻛﺄﺣﺪ مجتمعات العالم المعاصر لم يكن بعيدا عن ﻫﺬﻩ اﻟﺜﻮرة ،فهو يشهد ﻣﻨﺬ ﻋﺪة ﻋﻘﻮد إﻗﺒﺎلا كبيرا في مجال التحول إلى مجتمع تقني ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ المزايا التي ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص، واﻟﺘﻘﻨﻴﺔ الحديثة ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم في جميع الميادين، لمواكبة ﻋﺼﺮ المعلومات اﻟﺬي ﻓُﺮض ﻋﻠﻰ الجميع، حتى لايجد نفسه في معزل ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ دول العالم. نجد هذه الثورة في مجال التقنية الحديثة أفرزت لنا ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ عبر الأنترنيت، التي أحدثت تورة في المجتمع، فأصبحنا نتسائل هل مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت كبديل لتفاوض نحو ماهو اقتصادي اجتماعي سياسي؟ وإلى أي درجة يصل تأتيرها؟ مما جعل القاعدة القانونية تتحرك، وتخرج الدولة بقانون يعاقب عن الإشاعة وما إلى ذلك. * الافتراضي مفكرا فيه كانت ﺑﺪاﻳﺔ ﻇﻬﻮر المواقع الاجتماعية[1] في ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﻴﺎت ﺣﻴﺚ أُﻧﺸﺊ ﻣﻮﻗﻊ Classmates.com. عام [2]1995 ﻟﻠﺮﺑﻂ بين زﻣﻼء اﻟﺪراﺳﺔ و ﻣﻮﻗﻊ sixDegrees.comعام 1997 اﻟﺬي رﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺮواﺑﻂ المباشرة بين الأشخاص وﻇﻬﺮت في ﺗﻠﻚ المواقع الملفات اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ للمستخدمين “profile “ﺑﻮﺿﻊ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﻢ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ،وخدمة إرﺳﺎل اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ الخاصة ، و ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺎم 2003 ظهرموقع ﻣﺎي ﺳﺒﻴﺲ (Myspace)[3] الأمريكي الشهير اﻟﺬي يعتبر ﻣﻦ أواﺋﻞ و أكبر الشبكات اﻻجتماعية ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى العالم، وﻣﻌﻪ ﻣﻨﺎﻓﺴﻪ الشهير ( facebook )[4] ﻓﻴﺴﺒﻮك ،اﻟﺬي ﺑﺪأ أﻳﻀﺎً في اﻻﻧﺘﺸﺎر المتوازي ﻣﻊ “ﻣﺎي ﺳﺒﻴﺲ” ﺣﻴﺚ وﺻﻞ ﻋﺪد المشتركين في “اﻟﻔﻴﺴﺒﻮك” ﺑﻌﺪ ﺳﺖ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ستة مليون مما جعل مواقع التواصل الاجتماعي هي أكتر المواقع اﻧﺘﺸﺎراً ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ الانترنيت لما تملكه ﻣﻦ خصائص، مما ﺷﺠﻊ ﻣﺘﺼﻔﺤﻲ الشبكة العنكبوتية ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ أنحاء العالم ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺒﺎل عليها دون المواقع الإلكترونية اﻷﺧﺮى،بالرغم ﻣﻦ الانتقادات اﻟﺸﺪﻳﺪة التي ﺗﺘﻌﺮض لها هذه اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام، من قبيل تأثيرها السلبي المباشر في المجتمع على كافة الأصعدة، ﻟﻜﻦ في المقابل ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺮى ﻓﻴﻬﺎ وسيلة للاضطلاع واﻟﺘﻌﺮف ، و ﺗﻘﺮﻳﺐ المفاهيم واﻟﺮؤى ﻣﻊ اﻵﺧﺮ ،وﺳﻴﻠﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﺘﻨﺎﻣﻲ واﻻﻟﺘﺤﺎم بين المجتمعات، إضافة ﻟﺪورﻫﺎ اﻟﻔﺎﻋﻞ والمتميز ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ اﺗﺼﺎل ﻧﺎﺟﻌﺔ في التعرف ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﺸﻌﻮب المختلفة وفي ﻫﺬا اﻟﺼﺪد تتشكل ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ الإجتماعي أومواقع الشبكات الاجتماعية ، التي تختلف تعاريفها من باحث إلى أخر، حيث يعرفها “بلاس ” BALAS”2006″ على أنها برنامج يستخدم لبناء مجتمعات على شبكة الانترنيت فيمكن الأفراد أن يتصلوا ببعضهم البعض لعدة أسباب متنوعة” وبالمثل يعرف” بريسpreece” ومالوني كريشمار2005″ maloney-krichmar مواقع الشبكات الاجتماعية على أنها مكان يلتقي فيه الناس لأهداف محدده، وهي موجهة من طرف سياسات تتضمن مجموعة من القواعد والمعاير التي يطرحها البرنامج[5]،كما نجد “فايز الشهري” يعرفها على أنها منظومة من الشبكات الإلكترونية عبر الإنترنت تتيح للمشترك فيه إنشاء موقع خاص به، ومن ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم نفس الاهتمامات والهوايات”[6] * مواقع التواصل الاجتماعي كمحرار اجتماعي أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي، ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﺗﺼﻄﺪم ﻓﻴﻪ أﻃﺮوﺣﺘﺎن مختلفتان اﻷﻃﺮوﺣﺔ الأولى ﺗﺮى أن ﻫﺬﻩ المواقع ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﺘﺒﺎدل اﻻﺗﺼﺎل والمعرفة واﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻮاﺋﻖ اﻟﺰﻣﺎن والمكان ﻓﺘﺰﻳﺪ في ﺗﻘﺎرب اﻟﻨﺎس وﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ درﺟﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﻬﻢ، وﺗﻨﺸﺊ ﻋﻼﻗﺎت اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة، ﻛﻤﺎ أنها تختزل ﻗﺪرا ﻫﺎﺋﻼً ﻣﻦ اﻹإجراءات في اﻟﺘﻌﺎﻣﻼت والمبدلات اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻨﻈﺮ اﻷﻃﺮوﺣﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ لهذه اﻟﺸﺒﻜﺎت ﻧﻈﺮة سلبية إذ ﺗﺮى أنها ﺗﺸﻜﻞ ﻣﺼﺪر الخطرالحقيقي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت الاجتماعية، وﺗﺆدي إلى ﻣﻴﻼد مجتمع يحمل ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﻣﻊ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ،أو ما أطلق عليه مانويل كاستلز بالمجتمع الشبكي”، ﻛﻤﺎ ﺗﺆدي إلى اﻟﻌﺰﻟﺔ وﺗﻔﻜﻚ ﻧﺴﻴﺞ الحياة الاجتماعية ، وظهور علاقات اجتماعية مفتوحة ،يقصد بها “الارتباطات التي يقبل فيها الغرباء أو غير الأقارب ،وغير المنتمين إلى طبقة اجتماعية معينه[7]، نجدها اقتحمت الحياة اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ بحيث ﻗﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﻓﺮص اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ واﻟﺘﻮاﺻﻞ داﺧﻞ اﻷﺳﺮة، فأصبح الانشغال بالهواتف الذكية والتطبيقات نوعا من العقوق والتكاسل عن صلة الأقارب وزيارة الأصدقاء، فوجدنا أنفسنا نتداول عبارات من قبيل: «وسائل التواصل ألغت التواصل»، فالتواصل والصلة التي كان الناس يهتمون بها ويحرصون عليها تراجعت كثيرًا بعد هذه الوسائل، وربما الحضور المتواصل في وسائل التواصل قلل من الدافع النفسي للصلة المباشرة، وهذا سينعكس بالطبع على العلاقات بين الأقارب والأرحام،فتسهم بشكل ملحوظ في انشغال بعض الناس عن الآخرين في حضورهم، خاصة مع كبار السن من الأجداد وغيرهم. وبالتالي فقد أصبح بعض كبار السن يشعر بالعزلة عن أقاربه لانشغالهم بالأجهزة أثناء زيارتهم لهم بدلًا من الحديث معهم والاهتمام بهم. * مواقع التواصل الاجتماعي كبراديكم سوسيولوجي نتحدث اليوم في ضل هذه الثورة التي أحدثتها مواقع التواصل الاجتماعي،حيت نجد أن العلاقات الاجتماعية أخدث حصة الأسد من التأثيرات التي خلقتها مواقع التواصل بفعل الانتشار المهول لها، لقد أحدثت شرخا في التماسك العائلي والعلاقات الاجتماعية عامة، التي يقصد بها “صورة من صور التفاعل بين طرفين أو أكتر، بحيث تكون لدى كل طرف صورة عن الآخر والتي تؤثر سلبا أو إيجابا على حكم كل منهما للآخر”[8] ،فظهور قيم ثقافية جديدة غيرت من العادات الاجتماعية وطرق التفكير السائدة، أطلق عليها “انجلهاردت “«الثورة الصامتة». تدور في مجملها حول قيم غير مادية مرتبطة بالكرامة، وحقوق الإنسان والتعبير عن الذات[9] في الزمن الفائت كانت العائلة تسكن في غرفة واحدة ، تجلس على مائدة واحدة ، تشاهد تلفزيوناً واحداً ، لتتابع مسلسل السهرة الواحد ، تطلق ضحكة واحدة ،كما في البيت تلفون واحد ، تعرف المتصل وماذا يريد ومن يريد، كانت الملامح مكشوفة للجميع ، وصفحات الوجوه مقروءة بفواصلها ونقاطها بفقرات الفرح وهوامش الحزن،كانت القلوب قريبة ومتراصة مثل قلادة التّين المجفّف.. الآن الوضع اختلف، أصبح البيت عبارة عن مطار ،الجميع يدخلون من نفس البوابة لكن كل يتوجه إلى "راحته" و"رحلته" ، صالة الجلوس شبه فارغة ، كل فرد في غرفة منفصلة ينتظر إقلاع يومه المليء بالعزلة ،طعام الغداء مثل تذاكر "المترو" أوقات متقاربة لكن ليست موحدة كي لا يحدث تصادم بالأطباق ، الشاشة صارت شاشات..ومسلسل السهرة لا يقبل القسمة على أحد ، ما يضحكك لم يعد يضحك غيرك،كلٌّ يمسك بهاتفه يفرغ حواسه جميعها فيه.، وبالضرورة لا تعرف المتصل وماذا يريد ومن يريد الملامح مغلقة، صفحات الوجوه عليها "باسوورد" لا تعرف ما الذي يسكن هذا المنشغل بقبيلة التطبيقات الذكية أشقيٌّ أم سعيد،الاطمئنان عن الأخ صار بالتأكد خلال آخر ظهور على "الواتساب" ، وبر الوالدين يقتصر على "الحالة" أو "البيج كوفر" ،التعبير عن الفرح مجرد "لايك"، والقيام بواجب العزاء صار من خلال "شير وكومنت" على الفيسبوك، ولقاء الأسرة اليومي من خلال "جروب"مغلق،غدونا مقيدين لانعرف ماذا نفعل ،أصبحت شركة الاتصالات هي من تقرر في علاقتنا الاجتماعية،فكاما قامت بزيادة "الجيجا بايت" للمشتركين،كلما انخفض "اللقاء البيتي" للمشتركين..وكلما قوي بث شبكة وارتفاع صبييها كلما ضعف بث شبكة "العاطفة" وأصبحت العلاقات الحميمة في مهب الريح ، فأصبح المجتمع يعيش حالة انعزالية طوعية للأفراد ،حيث أصبح اللقاء العائلي مثل اجتماع الهيئة العمومية للشركات المساهمة يعلن عنه في الصحف اليومية .حيث يعقد مرة واحدة في السنة..يتلى فيها ما جرى من أحداث خلال العام، ثم ينتخب رب أسرة جديد في حال العجز و المرض أو الوفاة وقد يجدد للسابق بالأغلبية.من هنا نضع السؤال :حول الأسباب التي تؤدي بأفراد المجتمع للانخراط في شبكات التواصل الاجتماعي.هل تحقق لهم حاجيات ورغبات ،التي عجزوا عن تحقيقها في الواقع الحقيقي؟ نعم لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وﺳﻴﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ الاجتماعي، وملزمة لنا وفرضت نفسها علينا، كل حدث أصبح لزاما علينا التعليق عليه، لقد أصبحت هذه المواقع بمثابة مؤسسة اجتماعية بمعناها الدوركايمي، أصبحت عليها الإلزامية والحتمية.. إنها ﺗﺘﻴﺢ اﻟﺮﺑﻂ بين اﻟﺰﻣﻼء و اﻷﺻﺪﻗﺎء وﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻓﻘﻂ ﺑﻞ نجد الأفراد يجدون أنفسهم فيها من خلال تسويق تلك الصورة النمطية، التي توجد في أذهانهم ،ويريدوا أن يظهروا بها، من خلال وسائل التواصل الافتراضية، يمكن للشاب أو الشابة ان يظهر نفسه في صورة الحسن أو اللائق بما يتماشى مع دائرة التبادل المعياري لمجتمعه، فالصداقات الوهمية تمكن الشاب من التلاعب بالقيم والمعايير المجتمعية التي عجز عن تحقيقها في عالم الواقع.اذ يمكن للصعلوك بالمعنى السوسيولوجي للكلمة ان يظهر نفسه في صورة نمطية ذات رأس مال رمزي،والقيام بالتعبير عن أرائهم واتجاهاتهم اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻﯾﺳﺗطﯾﻌوا اﻟﺗﻌﺑﯾرﻋﻧﻬﺎ صراحة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ الواقعي. * خاتمة تأسيسا على سالف الأسطر نجد أن وسائل الإعلام الجديدة أو الالكترونية، ومنها على الأخص مواقع التواصل الاجتماعي،أحدثت تغيرات عميقة في عملية الاتصال والتواصل الاجتماعي بين الأشخاص والمجموعات البشرية ، وأسهمت في تغيير الكثير من السلوكيات والتصرفات ، وعملت على إحداث تغييرات في منظومة القيم والتقاليد والعادات داخل المجتمعات العربية، التي لم تستطع شعوبها مقاومة ما يجرفه تيار العولمة الزاحف عبر مواقع تواصل اجتماعي ذات طابع عالم كوكبي لا تقيده حدود، ولا تحكمه قيم ولا مبادئ، رهانه هو الانتشار والتوسع ونشر أفكار: ومعلومات ذات طابع آني واستهلاكي في غالبيتها. أفكار قد لا تكون متلائمة ومتفقة في معظمها مع المجتمعات العربية الإسلامية،نجد “محمد عابد الجابري” يتحدث عن الانترنيت ويقول:”إن عملية هتك الحرمات تتم وتتوسع وتتضاءل الأمل في تدارك الموقف وإمكانية التحكم فيه، ومايقدف اليوم في شبكة الانترنت من صور وممارسات تدخل في مجال الخلاعة، كذالك مايبث فيها من معلومات وتقنيات خاصة بصنع القنابل، وتشكيل العصابات وغير ذلك، مما يتنافى مع القيم والمعاير الأخلاقية يثير المخاوف جديا،” و يستدرك محمد عابد الجابري بأن ماتوفره الانترنيت نفسها من إمكانيات هائلة لنشر المعرفة وتعميمها وتيسير طرق التقدم العلمي،فضلا عن الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية،كل ذلك يجعلها واحدة من الوسائل الضرورية لعالم اليوم والغد،مع إثارة الدعوة إلى عودة الأخلاق بالمطالبة بإخضاع العلم ومنتجاته للقيم والمعاير الأخلاقية، بعكس ماكان سائدا في أن تبنى الأخلاق على نتاج العلم[10] التي لم تتمكن مقابل هذا من إيقاف هذه الموجة العالمية، ولم توفر بديلا لها عبر مواقع تواصل الاجتماعي في البلاد العربية التي عوض أن تقوم بتفعيل الهواجس والانشغالات العربية الإسلامية فإنها مازالت متأخرة عن حمل طموحات مجتمعاتها ومبادئ وقيم شعوبها.
ببلوغرافيا: عثمان إبراهيم “مقدمة علم الإجتماع”عمان دار الشروق لنشر والتوزيع 2004 العمر خليل معن(1999) البناء الإجتماعي أنساقه ونظمه.ط 3 عمان دار الشرق الفيس بوك والشاب العربي/ لليلى جرار، دار الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت، الطبعة الأولى:2012م. محمد عابد الجابري”قضايا في الفكر المعاصر(العولمة وصراع الحضارات)مركز دراساتالوحدة العربية حزيران 1997 بيروت Ronald Inglehart, The Silent Revolution: Changing Values and Political Styles among Western Publics (6) (Princeton, NJ: Princeton University Press, 1977 Wasinee Kittiwongvivat, Pimonpha Rakkanngan.(2010):facebooking your dream, Master Thesis
[1] المواقع الاجتماعية هي مواقع توفّرها شبكات الإنترنت لتكون وسيلة تواصل بين الناس، كما أنّها تُوفر سبلاً للعثور على الأصدقاء، والتواصل في ما بينهم، وتكوين صداقات ،ومناقشة وطرح مواضيع لنقاش [2] هو أول الشبكات الاجتماعية التي تعتمد على تقنية الويب حيث أقامت شركة كلاسميت منذ تأسيسها عام 1995م حملةً إعلانيةً لجذب متصفحي الويب إلى مواقعها، واستند مفهوم شبكتها على العلاقة القائمة ما بين أعضاء المدرسة الثانوية وخريجي الجامعات وأماكن العمل وفروع القوات المسلحة، وتمكين الأعضاء من إنشاء ملف تعريف شخصي بهم وتبادل الرسائل في مابينهم،( Michael Ray “Social network) [3] أنشاء موقع (MySpace) في عام 2003م، وركز هذا الموقع على الفئة الشابة، وأصبح مكاناً للتواصل بين فنّاني الروك والمعجبين، وامتلك هذا الموقع بنية داعمة لها لمساعدته على النمو، مما ساعد في انضمام ملايين المتصفحين إليه، ولكن في عام 2005م، قامت شركة نيوز كوربشن (News Corporation Ltd) بشراء موقع (MySpace) . ( Michael Ray “Social network) [4] موقع قام بتأسيسه مارك زوكربيرج وأصدقاؤه، من أجل تقديم خدمات التواصل الاجتماعي عبر الأنترنيت، يتيح لمستخدميه إمكانية التحكم في إعدادات الخصوصية للأفراد. [5] Wasinee Kittiwongvivat, Pimonpha Rakkanngan.(2010):facebooking your dream, Master Thesis;p20 [6] الفيس بوك والشاب العربي/ لليلى جرار، ص37، دار الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت، الطبعة الأولى:2012م. [7] . العمر خليل أمعن (1999) البناء الإجتماعي أنساقه ونظمه.ط 3 عمان دار الشرق ص81 [8] عثمان إبراهيم “مقدمة علم الإجتماع”عمان دار الشروق لنشر والتوزيع 2004 ص28 [9]Ronald Inglehart, The Silent Revolution: Changing Values and Political Styles among Western Publics (6) (Princeton, NJ: Princeton University Press, 1977). [10] محمد عابد الجابري”قضايا في الفكر المعاصر(العولمة وصراع الحضارات)مركز دراساتالوحدة العربية حزيران 1997 بيروت