أحاول ومن خلال هذا الموضوع وأسموه ما تريدون.. تقريراً أو مقالة أو غير ذلك إن وجدت مسميات أخرى أن اسرد بعض أهم الأحداث خلال العام 2015 والذي كان من أكثر الأعوام سواداً في تاريخ اليمن أرضاً وشعباً. منذ بداية العام الميلادي 2015 واليمن يعيش في أسوء أحواله خصوصاً بعد سقوط العاصمة صنعاء بيد مليشيا الحوثي وصالح في يوم النكبة 21سبتمبر 2014 هذا اليوم الذين استغلوا فيه قرار حكومة التوافق برفع الدعم عن المشتقات النفطية فدعا زعيم الجماعة إلى احتجاجات في الشارع لإسقاط قرار الجرعة تحولت بعد ذلك إلى إسقاط لدولة بكامل مؤسساتها وهيئتها الحكومية ومحاصرة رموزها. اتفاق السلم والشراكة والإخلال به بعد الاتفاق على توقيع ما يسمى ب اتفاق السلم والشراكة الوطنية في 2014 الذي قضى بتشكيل حكومة جديدة يرأسها خالد بحاح، وتعيين مستشارين من الحوثيين والحراك الجنوبي لرئيس عبدربه منصور هادي، كانت مليشيا الحوثي في ذلك الوقت تعمل على التمدد والتوسع في عدد من المحافظات منها الحديدة، والبيضاء، واب وتلاها اقتحامات واسعة للوزارات والمؤسسات الحكومية بذريعة مكافحة الفساد فتساقطت الجهات الحكومية كأوراق الشجر الواحدة تلوى الأخرى، ثم بداء زعيم الحركة الحوثية عبد الملك الحوثي بتوجيه اتهامات لرئيس عبدربه الذي اعتبره حامي للفساد وداعم للإرهاب، وكان ذلك في أكثر من خطبة. بداية معاناة يناير 2015 في يوم الخميس 15 يناير 2015، قدم صالح الصماد، مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي عن جماعة الحوثي (المليشيات المسلحة) استقالته، بعد ذلك واتوماتيكياً أنسحب ممثلي الجماعة وحزب المخلوع صالح عن جلسة تسليم مسودة الدستور التي كانت إحدى مخرجات الحوار الوطني الشامل. في 17 يناير 2015، قام مسلحون باختطاف أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب رئيس الجمهورية وهو في طريقه إلى "الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني"، وذلك لتسليمهم مسودة الدستور، وبررت مليشيا الحوثي عملية الاختطاف أنها كانت لمنع الانقلاب على ما يسمى ب اتفاق السلم والشراكة الوطنية وتمرير مسودة دستور اليمن الجديد وتقسيم الدولة رغم رفضهم. بعد يومين من اختطاف بن مبارك دارت اشتباكات قوية في محيط دار الرئاسة استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين مليشيات الحوثي المدعومة بقوات الحرس الجمهوري وبين الحماية الرئاسية، وقد أثارت تلك الاشتباكات الرعب بين المواطنين في العاصمة صنعاء وبالأخص من هم قريبون من دار الرئاسة، وفي مساء اليوم نفسه التقى ممثلي عن مليشيا الحوثي ورئيس الوزراء خالد بحاح من أجل البحث في وقف إطلاق النار انتهى اللقاء بالفشل وبعد خروج رئيس الوزراء من دار الرئاسة تعرضت سيارة بحاح. استمرت الموجهات بين الطرفيين وتمكنت مليشيا الحوثي وصالح من السيطرة على تبة مطلة على دار الرئاسة وحاصرت بعدها الملشيات القصر الجمهوري الذي كان يقيم فيه رئيس الوزراء، وفي 20 يناير سيطرة المليشيات على مجمع دار الرئاسة، وفي مساء ذلك اليوم الأسود ألقى زعيم الحوثيين خطابا طالب فيه بأربع نقاط؛ وهي سرعة تصحيح وضع الهيئة لتنفيذ مخرجات الحوار، وسرعة تهذيب مسودة الدستور، وتنفيذ ما نصت عليه وثيقة الحوار واتفاق السلم والشراكة، ومعالجة الوضع الأمني ووضع مأرب. وافق الرئيس هادي على مطالب زعيم الحوثيين وبالمقابل طالب بإطلاق سراح بن بمارك وبانسحاب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها خلال الفترات الماضية ولكن لم يلتزم الحوثيين بالاتفاق ولم يعطوا شروط هادي أي أهمية. في 22 يناير قدم خالد بحاج استقالته وتلاه بالاستقالة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي كان تحت الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه المليشيات الانقلابية وقدم استقالته لمجلس النواب الذي يكتسب شرعيته من اتفاق المبادرة الخليجية والذي قضى بالتمديد له وعلى أن تكون قراراته بالتوافق وليس بالأغلبية وهنا قطع الطرق عن الحوثيين الذين كانوا يودون استخدامه غطاء شرعيا لقراراتهم المستقبلية. إعلان دستوري مليشياوي بعد ذلك أعطت الجماعة الحق لنفسها في يوم الجمعة 6 فبراير بإصدار ما يسمى بالإعلان الدستوري والقاضي بتشكيل مجلس وطني من 551 عضواً، ومجلس رئاسي من خمسة أعضاء بقيادة محمد علي الحوثي ابن شقيق زعيم المليشيات الانقلابية. وقد أثار هذا الإعلان حفيضة الكثير مما جعلهم يخرجون إلى الشارع بمظاهرات رافضة لهذا الإعلان وللانقلاب على الشرعية، وقد أغضب هذا الخروج المليشيات الانقلابية فقاموا بحملات اعتقالات واسعة واعتداءات على المتظاهرين، ولم تكن تلك الانتهاكات هي الأولى منذ سقوط العاصمة صنعاء ومع بداية العام 2015 بل سبقتها حالات انتهاكات كثيرة لشباب خرجوا لشارع رافضين الانقلاب على الشرعية ومطالبين بخروج الملشيات من المدن، في 9 فبراير لم يبت مجلس نواب في استقالة الرئيس هادي كونه الجهة الوحيدة المخولة في قبول أو رفض الاستقالة. في 21 فبراير استطاع الرئيس هادي الإفلات من قبضة المليشيات الانقلابية وتوجه إلى مدينة عدن، وتراجع عن استقالته التي سبق وأن قدمها، وقد تضاربت الأنباء حول كيفية خروجه منهم من قال خرج مع وزيرة الإعلام متخفي ومنهم من قال بأن هناك من قايض واستلم المبلغ مقابل خروجه وعدداً من القصص، وهناك قصص نسبت له ولا أعلم مدى صحتها. مارس سحابة سوداء غيمت على اليمن في 24 مارس ناشد الرئيس عبدربه منصور هادي عبر رسالة وجهها إلى دول مجلس التعاون الخليجي بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني مستند بذلك إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة (51) من ميثاق الأممالمتحدة، وإلى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك، وذلك لتقديم المساندة الفورية بالوسائل والتدابير اللازمة كافة بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة الإرهاب. في الساعة الثانية بعد منتصف الليل من يوم الخميس الموافق 26 مارس تفاجئنا جميعاً بأصوات لانفجارات قوية لم نسمع لها مثيل من قبل.. كانت تلك الأصوات مرعبة جداً صادفت وقت انقطاع الكهرباء في أكثر من مكان تسألنا مايكون ذلك تواصلت مع صديقات وزملاء بعد ذلك صدمت بأخبار عبر الواتس منقولة عن قنوات إخبارية بأن هناك عمليات عسكرية سعودية تستهدف المليشيات الانقلابية جاءت تلبية لنداء الرئيس هادي وشاركت فيها عشر دول، وسميت هذه العملية (بعاصفة الحزم) وقد بدأت أول الضربات الجوية على مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي والجوية ومقر قيادة القوات الجوية التي كان الحوثيون قد سيطروا عليها وعينوا قائد لها من إتباعهم، وذلك ضربات في محافظات أخرى غير العاصمة صنعاء وأعلنت السعودية بأن المجال الجوي اليمني محظور وحذرت من الاقتراب منه. ومنذ ذلك اليوم وحتى هذه الساعة من أول أيام العام الجديد 2016 والعمليات العسكرية بقيادة السعودية مستمرة وخلال هذه الحرب نزحت الكثير من الأسر وسقط الكثير من القتلى والجرحى، إضافة إلى ارتكاب المليشيات الانقلابية مجازر كبيرة في مدينة عدن التي كانوا قد سيطروا عليها ثم حررها بعد ذلك التحالف العربي ومدينة تعز التي أطبقوا عليها الحصار ليركعوا أهلها ولا تزال مدينة تعز تعيش أسوء أحولها ..القصف شبه يومي على الأحياء السكنية والمستشفيات والحصار الذي تفرضه المليشيات والذي يعتبر إحدى جرائم الحرب ..فلا ماء، ولا دواء، ولا أكسجين للمستشفيات، ولا مواد غذائية، ولا حليب أطفال يمكن أن يدخل لهذه المدينة، والمعيب في الأمر بل والأشد الماً استمرار المجتمع الدولي في الإدانه وعدم تحقيق أي أفعال على أرض الواقع تنقذ هذا الشعب رغم قدرتهم على التنسيق في أن يكون هناك منافذ لدخول المواد الاغاثية. 2015 عام الانتهاكات وبامتياز خلال هذا العام نفذت المليشيات الانقلابية انتهاكات واسعة بحق أبناء هذا الوطن وبالأخص الصحفيين وأعضاء حزب الإصلاح والنشطاء الناقمين عليهم .. أتذكر في المسيرات التي كنا نخرج فيها رافضين للانقلاب الحاصل كانت تحدث عمليات اعتقالات واسعة لشباب وضرب بالهراوات، وكانت معظم مسيراتنا بين كر وفر، إضافة إلى ذلك كان معظم من يطلقون سراحهم يتعرضون لتعذيب الجسدي والنفسي. في 3 أبريل وبعد إعلان التجمع اليمني للإصلاح تأيده لعاصفة الحزم أقدمت المليشيات الانقلابية إلى اعتقال الكثير من قياداتهم وشبابهم أبرزهم محمد قحطان واليدوي وزيد الشامي ودماج والعزب وغيرهم . وقد تم الإفراج عن البعض بينما بقى الكثير منهم في المعتقلات على رأسهم محمد قحطان وقيادات أخرى. كما مارست المليشيات فنون اقتحام البيوت دون احترام لعاداتنا وتقاليدنا وحتى لديننا الإسلامي. هناك معتقلين ومخفيين لدى المليشيات الانقلابية لا يزالوا حتى هذه اللحظة منهم صحفيين ومنهم متحزبين وآخرين نشطاء شبابيين وكذلك أكاديميين ويتعرض هؤلاء المعتقلين لعمليات تعذيب بحسب تقارير لمنظمات محلية ودولية. لم يتوقف الأمر عند الاختطافات والاعتقالات، بل وصلت انتهاكاتهم إلى إيقاف صحف تعارضهم، وكذلك قيامهم بحجب عدد كبير من المواقع الإخبارية على الشبكة العنكبوتية، واقتحامات لمكاتب القنوات والاستيلاء عليهم. عام الوجع اليمني ها نحن نودع عام 2015 بدموع تكوي قلوب الجميع .. نودعه وتعز وأهلها محاصرون من قبل مليشيات الحوثي الانقلابية .. نودعه ولا يزال جرح اليمن ينزف ووضعه يسوء يوماً بعد يوم .. نودعه والمعتقلين ولا يزالوا في غياهب الجُب .. نودعه والموت لا يزال يحاصرنا من كل مكان .. نودعه وحرية الرأي والتعبير تضرب عرض الحائط.. نودعه والكره أصبح يسكن قلوب الكثيرين .. نودعه وثقافة الكره والتحريض أصبحت من تقود الكثير.. نودعه متمنين ان تنكشف هذه الغمة علينا.