قال محمد المختار الشنقيطي أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمَد بن خليفة في قطر، إن التوتر الراهن في العلاقات بين المغرب وكل من السعودية والإمارات، خلاف عميق في التصور حول المنطقة كلها، مضيفا أن المغرب لم يعد راغبا في التستر على خلافاته مع الرياض وأبو ظبي وسيبتعد عنها أكثر. وأضاف الشنقيطي أن “الخلاف حول السياسات الإقليمية واضح وعميق سواء في الأزمة الخليجية التي سلك المغرب فيها مسلك إصلاح ذات البين والحياد الإيجابي بينما سلكت السعودية مسلكا آخرا، أو ما يتعلق بالحرب في اليمن التي تحولت في النهائية إلى مأساة وجريمة ضد شعب شقيق أراد المغرب أن يبعد نفسه عنها، يليها تقرير قناة العربية حول الصحراء المغربية”. المغرب يوقف مشاركته في الحرب باليمن .. ويستدعي سفيره بالرياض إقرأ أيضا واعتبر محلل قناة الجزيرة، أن “هناك خلافا فلسفيا بين المغرب والسعودية والإمارات، منذ منذ بداية الربيع العربي حول حرية الشعوب ومصائر المنطقة وكما هو معلوم فملك المغرب تعامل بحكمة مع الربيع العربي نهج سياسة الالتقاء في الطريق مع شعبه وابتعد عن الحرب على الشعوب لكن السعودية والإمارات سلكتا مسلكا مناقضا فجيشتا كل ما تملكان لقمع الشعوب ووأد ثورات الربيع العربي”. مع هذا الخلاف التصوري، يضيف الشنقيطي في تحليله للأزمة المغربية السعودية، على قناة الجزيرة، مساء أمس السبت، “حافظت الرباط على بعض من التلاقي التكتيكي مع الدولتين خصوصا مع السعودية إلى أن جاء محمد بن سلمان حتى هذا التلاقي حول الجزئيات لم يعد ممكنا لأسباب كثيرة منها أولا أن السعودية تراجعت سمعتها كثيرة في الإقليم وفي العالم ولم تعد الدول راغبة عموما في التقرب منها”. الرباطوالرياض .. أزمة متجذرة طفت على السطح بسبب تقرير “مستفز” إقرأ أيضا وبحسب الشنقيطي فإن اعتراض الرباط على استقبال محمد ابن سلمان خلال زيارة له لشمال إفريقيا هو “مثال واضح على ذلك”، مضيفا أن “الأمر يتعلق بتراكمات، والمغرب لم يعد راغبا في التستر على خلافاته مع السعودية بالطريقة التي كان يفعل في الماضي وإنما قرر الابتعاد عن السعودية والإمارات”. وزاد المتحدث، أن “اعتراض الرباط على استقبال بنسلمان، هو رسالة على أن المغرب لم يرد تحويله إلى منديل لتلميع رجل في لحظة كان العالم مستنفرا ضده فلذلك ابتعد، وما ذلك إلا استمرار لسياسة الابتعاد وسنرى مستقبلا ابتعادا أكثر”. بوريطة يخرج عن صمته ويعلق على استدعاء سفيري المغرب بالرياض وأبو ظبي إقرأ أيضا فشل الدبلوماسية السعودية وتراجع سمعتها على مستوى العالم، بحسب الشنقيطي “يجعل المغرب يبتعد أكثر، وهذه الخطوة كانت متوقعة، وجاء تقرير قناة العربية ليكون القشة التي قسمت ظهر البعير ولكن واضح أن النفوس كانت مهيأة والأوضاع كذلك لمثل هذه الخطوة”. وعلق الشنقيطي على تصريح لمصطفى المنصوري سفير المغرب بالرياض، قال فيه إن الأزمة مجرد سحابة عابرة، “مهما انتهت الأمور فهي رسالة دبلوماسية قوية أراد المغرب أن يوصلها للرياض وقد وصلت، وبناء على ذلك هل ستغير السعودية سلوكها السياسي هو أمر غير متوقع أم أن المغرب سيتجه وجهة الابتعاد الكامل، المهم أن الرسالة وصلت في نهاية المطاف”.