قررت السلطات المحلية بمدينة مراكش، منع محاضرة للكويتي طارق السويدان حول “قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم”، من تنظيم مؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث والإبداع، ورفضت تسليم قرار مكتوب بالمنع للمنظمين. وعمدت عناصر للقوات المساعدة، اليوم الاثنين، على اقتحام بهو قصر البلدية من أجل توقيف الاستعدادات لاحتضان القاعة العمومية للندوة، قبل أن تتراجع وتكتفي بالمرابضة أمام قصر البلدية. وعلمت جريدة “العمق”، أن قائد مقاطعة باب دكالة التي يقع قصر البلدية تحت نفوذها الترابي، برر قراره بمنع المحاضرة “شفويا” التي كان ينتظر أن تنظم مساء اليوم الاثنين، بعدم توفر جمعية ضياء الشريكة مع المؤسسة في تنظيم النشاط على وصل نهائي، وذلك رغم توفرها على وصل مؤقت سلم لها منذ ما يزيد عن شهرين. مصدر شديد مطلع أفاد لجريدة “العمق”، أن السلطات المحلية قررت منع إقامة المحاضرة في قاعة عمومية “بناء على تعليمات عليا”، مبدية للمنظمين عدم امتناعها عن إقامتها في فندق أو قاعة خاصة. المشرف العام على مؤسسة ابن تاشفين للدراسات والأبحاث والإبداع عادل رفوش، عبر في اتصال بجريدة “العمق”، عن تفاجئه بقرار المنع الذي توصلت به المؤسسة ساعتين قبل موعد النشاط. وأبرز أن المحاضر أعلن عنها منذ الرابع من يناير الجاري، وأمضت المؤسسة شهرا كاملا من الإعدادات والإجراءات ومخاطبة كل الجهات المسؤولة والسلطات المحلية، مؤكدا أن الجميع أبدى ترحيبه بالنشاط قبل أن يتوصلوا بقرار المنع في آخر لحظة. وتابع رفوش بالقول: “نحن تفاجأنا ولم نتسطع أن نفهم الأمر”، مضيفا “ولما أبلغنا بهذا الأمر قبل ساعتين طالبناهم بتبرير ولا أحد برر قرار المنع بشيء معقول، والله المستعان”، وأكد أن السويدان “ضيف على المغرب على الدوام وينظم فيه أنشطة بشكل مستمر، ولا شيء يستدعي أن يضخم الأمر، وإلا لكانت هناك خطابات واضحة ومبررة في هذا الشأن”. إلى ذلك، نشرت المؤسسة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، اعتذارا للجمهور الذي كان ينوي حضور النشاط، جاء فيه: “وفِي الوقت الذي نعتذر لجمهورنا فإننا نأسف لهذه المعوقات التي تعيق الناجحين وتضع عراقيل غير مفهومة ولا منطقية أمام المعتدلين والمسالمين والعلماء المصلحين؛ ونحزن كثيراً لبعض التصرفات الإدارية التي لا تتعامل باحترام مع حقوق المواطنين وتقلق صفوف المخلصين”. وأوضحت أن “كل الإجراءات كانت سليمة وبأوقات فسيحة”، متسائلة “فأي مفهوم لأن يلغى نشاط في آخر ساعات وبشكل شفوي”، واعتبرت أن “هذا مستوى ينبغي أن يتنزه عنه مغربنا العظيم مغرب الحقوق والحريات الذي ننشده ودولة الحق والقانون التي نتعاون في بنائها. وعبرت المؤسسة في المنشور ذاتها عن “رفضها وقلقها” إزاء منع المحاضرة التي أعلنت عنها، وقالت “وهي تحتسب عند الله جهودها وليست ممن يترك حقوقها، والحمد لله رب العالمين”. جدير بالذكر، أن مدينة أكادير احتضنت الأسبوع الماضي على مدار على امتداد ستة أيام، تكوينا “حول تدريب المدربين”، أطرها السويدان لفائدة شباب مغاربة، دون أن يتعرض النشاط لأي منع أو تضييق من طرف السلطات المحلية بمدينة أكادير، كما يذكر أن السويدان سبق أن زار المغرب عدة مرات دون أن يتعرض لأي منع أو توقيف.