هاجم قياديون في حزب التجمع الوطني للأحرار في ندوة جهوية بمراكش، أمس السبت، حزب العدالة والتنمية وما أسموه “الوازع الأخلاقي”، كما اعتبروا أن حزب الحمامة هو الحزب الوحيد الذي يملك رؤية بخصوص المشروع التنموي الجديد، باستثناء بعض المساهمات المحتشمة لبعض الأحزاب والتي “لا ترقى إلى المستوى المطلوب”. عضو المكتب السياسي لحزب الحمامة مصطفى بايتاس، اعتبر في مداخلته أن “الوازع الأخلاقي” الذي بنى عليه حزب العدالة والتنمية خطابه “انهار” وأن الحزب المذكور قاد الحكومة طيلة ثمانية سنوات بانيا خطابه على هذا الوازع، في حين لم تكن له الكفاءة لتدبير شؤون المغاربة. وأضاف أن البيجيدي “فشل” في رئاسة الحكومة وأنه على قياداته اليوم “أن يقدموا اعتذارها للشعب المغربي وأن يعودوا للوراء”، وتابع “وليست لهم القدرة على تحقيق مشروع تنموي متكامل الأركان، وواقع المدن المغربية التي يدبرونها تبرز مدى فشلهم، فأكادير مثلا تعيش واقعا مترديا وانتشارا للأزبال والمتسولين في الشوارع، ومنتخبو أكادير يتركون مهامهم ويسعون خلف الندوات هنا وهناك”. وأردف المتحدث “أسلوب الديماغوجية لم يعد ينفع المغاربة الذين أصبحوا أمام حقائق مرة تتسم بانهيار كامل لمنظومة الصحة، وضعف النموذج التعليمي الذي لا ينتج سوى المعطلين، وسوق شغل متذبذب لا يرقى إلى مستوى تطلعات المغاربة”. وبخصوص مشاكل التجار الذي خاضوا مجموعة من الإضرابات في الآونة الأخيرة، اعتبر بايتاس أن مشكلهم الوحيد لا يمكن فقط في بعض الإجراءات التي يتحمل مسؤوليتها رئيس الحكومة، بل عبر استهدافهم عن طريق فتح الباب لبعض الشركات العملاقة مثل ما أسماه “غول الأناضول” في إشارة إلى شركة تركية، والسماح لها بدخول الأحياء الشعبية وهو ما يشكل تضييقا على التجار الصغار. وتساءل “من أعطاها الإمكانيات لتدخل الأحياء الشعبية”، كما اعتبر بايتاس أن “التقارير السنوية التي تقدمها هذه الشركة لتركيا، تبرز تعاني من دائما من العجز المالي طيلة عشر سنوات الأخيرة، وأن الدولة التركية هي التي تدعهما من أجل البقاء في السوق المغربية لمزاحمة التجار، في حين أن الذي يعيش العجز يجب أن ينسحب وليس أن يستمر في السوق”، على حد قوله. بالمقابل، اعتبر بايتاس في أن حزب التجمع الوطني للأحرار “له الكفاءة على تسطير المشروع التنموي الذي أسماه ب”مسار الثقة” والذي كنا ننتظر من الآخرين أن يناقشون غير أنهم لم يتجرؤوا على ذلك لأنه يفكرهم بفشلهم وعجزهم”. من جهتها، دعت عضو المكتب السياسي للحزب الحمامة جليلة مرسلي في مداخلتها بالندوة التي اختار لها منظموها عنوان “مسار الثقة ﻋﺮﺽ ﺳﻴﺎﺳﻲ طموح من أجل تعاقد اجتماعي جديد”، إلى إعادة النظر في آليات اشتغال النخب السياسية، مشددة على أن السياسيين يجب أن يلائموا طرق اشتغالهم مع ما يستجيب لتطلعات المغاربة. واعتبرت أن “مسار الثقة” الذي سطره حزب التجمع الوطني للأحرار لشرح لرؤيته وأطروحته للمشروع التنموي الجديد، تم بناؤه على مقاربة تشاركية انطلاقا من قواعد الحزب عبر المؤتمرات الجهوية التي أشرف عليها رئيس الحزب عزيز أخنوش، وهو ما يعطي لهذا المشروع قوة وقربا من تطلعات عموم الشعب المغربي.