أقدمت جبهة البوليساريو، الأحد الماضي، على القيام بمناورات عسكرية استفزازية في الناحية العسكرية الرابعة بمنطقة “أمهيريز” التي تسميها الجبهة ب”الأراضي المحررة”، بحضور الأمين العام للجبهة الانفصالية إبراهيم غالي، وأعضاء ما يسمى ب”الحكومة والأمانة الوطنية ووفود من المؤسسات الوطنية ومن المناطق المحتلة”. ولم تقف استفزازات البوليساريو عند هذا الحد، حيث أفادت وكالة أنباء البوليساريو أن الأمين العام للجبهة الانفصالية إبراهيم غالي “دشن مجمعا إداريا بالناحية العسكرية الرابعة”، مشيرة أن هذا “المجمع الإداري هذا يضم مقرا للإدارات الجهوية للمديريات الجهوية التابعة للناحية (الأفراد، الأمن، الإمداد، الإشارة، الصحة، المحافظة)”. وتعليقا على هذه الاستفزازات، قال عبد الفتاح الفاتيحي الخبير في شؤون منطقة الصحراء والساحل، في تصريح لجريدة “العمق”، إن “هذه المناورات مرفوضة وتعارض مقتضيات القرارات الأخيرين لمجلس الأمن الدولي والذي قال إن المناطق المعزولة لا يجب أن لا تكون محط تحرك كيفما كان نوعه تفاديا لأي توثر في المنطقة”. وبحسب الفاتيحي فإن هذه الاستفزازات تضع “المغرب في موقف قوة ويعزز موقعه التفاوضي لاسيما في خلق أجواء الثقة التي يمكن أن تكون الأساس من أجل إيجاد المفاوضات والتي تدمرها الجبهة بهذه الأفعال المنافية لمبادئ القانون الدولي وخاصة القرار الأخير لمجلس الأمن 24.40”. وشدد الفاتيحي أن “ما قامت به جبهة البوليساريو فيه رسائل إما أنها لا تريد الذهاب بعيدا في المفاوضات خاصة بعد انتهاء المائدة المستديرة بجنيف والتي كرست أساسا النقاش بخصوص الواقعية والمشاريع التنموية التي يمكن أن تستفيد منها المنطقة ككل ولاسيما الدول التي حضرت النقاش”، مضيفا أن “قضية الصحراء ليست قضية نزاع وجودي وسياسي كما كان تاريخيا لكن أصبحت قضية ذات بعد استراتيجي”. وفسر المتحدث، استفزازات البوليساريو الأخيرة بأن هذه الأخيرة “حينما تحس بأنها قد انفلت ترافعها من أجل إيجاد دويلة هناك، تبدأ في القيام بهذه الأعمال التي هي مرفوضة وفيها عدم الانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي الذي أشار بالحرف إلى ضرورة الانسحاب التام والكامل من تلك المناطق”. وتابع أن البوليساريو “تعود اليوم لاستعمال الذخيرة الحية وتقوم بهذا بالموازاة مع مرور رالي موناكو داكار وهذا فيه تهديد لسلامة المشاركين وتهديد لأكبر سباق دولي الذي تشارك فيها عدد كبير من الدول”.