تعرض الأساتذة المتدربون اليوم الأربعاء، لتدخلات أمنية وُصفت بالعنيفة لمنع تنظيمهم لمسيرات ووقفات بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم واعتقال آخرين بعدد من المراكز. وأفادت مصادر "العمق المغربي"، عن وقوع إصابات في تدخلات أمنية بعدة مراكز للتكوين، كان أقواها بكل من آسفيوطنجةوقلعة السراغنة والحسيمة وتازة، فيما طوقت القوات العمومية مراكز تطوان وانزكان ومراكش والبيضاء ومراكز أخرى لمنع تنظيم مسيرات احتجاجية. وقال خالد هيلالي، المنسق المحلي للأساتذة المتدربين بآسفي في اتصال مع "العمق المغربي"، إن التدخل الأمني تم بدون أي إنذار، مما أدى إلى إصابة أكثر من 20 أستاذا وأستاذة، "14 منهم نُقلوا إلى المستشفى نظرا لإصاباتهم الخطيرة"، مضيفا أن الأمن اعتقل 10 أساتذة قبل أن يطلق سراحهم لاحقا، حسب قوله. وأضاف المتحدث، أن الأمن صادر هواتف بعض الأساتذة المتدربين ولافتاتهم، مشيرا إلى أن التدخل وقع مباشرة بعد تجمع الأساتذة للانطلاق في مسيرة سلمية نحو ساحة "الطاجين" وسط المدينة، حيث "انهالت القوات العمومية على الأساتذة المتدربين بالهراوات والركل، ما أدى إلى وقوع إصابات مختلفة"، وفق تعبيره. وفي طنجة، أفاد أستاذ متدرب ل"العمق المغربي"، عن اعتقال الأمن لعشرة أساتذة متدربين، فيما أصيب عدد آخر بجروح متفاوتة، نُقل بعضهم إلى مستشفى محمد الخامس بالمدينة، إثر تدخل قوي من طرف أفراد القوات المساعدة. وأضاف المتحدث، أن التدخل وقع أثناء وقفة للمحتجين وسط المدينة، وذلك بعدما كان الأمن قد منعهم من الخروج من المركز صباحا، مشيرا إلى وجود إنزال أمني كثيف أمام بوابة المركز ومحيطه لمنع أي شكل احتجاجي. وأفاد مصدر ل"العمق المغربي"، أن عددا من الأساتذة المتدربين بمراكز قلعة السراغنة والحسيمة وتازة ومراكش والبيضاء، أصيبوا بجروح نتيجة تدخل أمني صباح اليوم، مشيرا إلى أن قوات الأمن منعت أيضا تنظيم مسيرات احتجاجية بعدد من المدن. وقال أستاذ متدرب من مركز تطوان في اتصال مع "العمق المغربي"، إن الأمن مارس القوة لمنع انطلاق مسيرة للأساتذة المتدربين من مركز التكوين إلى وسط المدينة، مشيرا إلى استمرار "تطويق القوات العمومية للمركز مانعا خروج أي شخص"، حسب قوله. ونظم الأساتذة المتدربون مسيرات متزامنة بكل المراكز، ضمن البرنامج الاحتجاجي الذي وضعته التنسيقية الوطنية، فيما يخوض عدد منهم اعتصامات أمام بوابات بعض المراكز الجهوية. وتعرض مركز الصويرة، إلى تدخل أمني وُصف بالعنيف، أمس الثلاثاء، وذلك لمنع مسيرة للأساتذة المتدربين داخل أسوار المدينة القديمة. ويطالب الأساتذة المتدربون بإسقاط مرسومين وزاريين أقرتهما وزارة التربية الوطنية، ينص الأول على فصل التكوين عن التوظيف، معتبيرن إياهما "تراجعا خطيرا في القطاع التعليمي"، في حين يقلص الثاني من قيمة المنحة، بينما تصر وزارة التربية الوطنية على تطبيق المرسومين مشيرة إلى أنهما سيساهمان في "تجويد الولوج لسلك الوظيفة العمومية لقطاع التربية والتكوين". يُذكر أن المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بالمغرب، تعرف شللا تاما بفعل مقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية من طرف الأساتذة المتدربين. وعبر الأساتذة المتدربون عن استعدادهم لسنة بيضاء، محملين الحكومة نتائج هذا الوضع، مؤكدين استمرارهم في احتجاجاتهم إلى حين إسقاط المرسومين، حسب ما أعلنت عنه تنسيقيتهم الوطنية في ندوة صحفية أمس الثلاثاء بالرباط. وينص المرسوم الأول (رقم 2.15.588) إجراء الأساتذة لمباراة التوظيف بعد نجاحهم في التكوين، بينما ينص المرسوم الثاني (رقم 2.5.589) تقليص قيمة منحة الأستاذ المتدرب من 2500 درهم إلى 1200 درهم.