هاجمت كاتبة الدولة الأمريكية السابقة في الخارجية مادلين أولبرايت، رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الحالي دونالد ترامب بخصوص سياسته الخارجية، معبرة عن قلقها بشأن السياسة الخارجية لترامب، وانسحاب الولاياتالمتحدة من النقاشات التي يشهدها العالم. وتساءلت أولبرايت التي كانت تتحدث في مؤتمر “حوارات أطلسية” بمدينة مراكش، “كيف يمكن لبلد من قبيل الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تنطوي على ذاتها وتترك هذا الفضاء على المستوى العالمي والذي ستتم الهيمنة عليه لا محالة من قبل أمم أخرى”. وأبرزت بالمؤتمر الذي ينظمه مركز “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” بين 13 و15 دجنبر الجاري، أن واشنطن عليها أن تلعب دورا في هذا الصدد ولا تتموقع في خانة “دركي العالم”، مؤكدة على ضرورة إيجاد توازن بين موقف الانسحاب السلبي وموقف الدركي”. من جهة أخرى، اعتبرت أولبرايت وهي رئيسة “أولبرايت ستونبريدج غروب”، أن العولمة تعد “سلاحا ذو حدين لا يمكننا تحديده ولا تبيان أوجهه”، مشيرة إلى أن هذا النقاش يتعين أن يتوسع ليشمل المقاولات العمومية والخاصة والمنظمات غير الحكومية. وأبرزت خلال المؤتمر الذي يحضره سياسيون ودبلوماسيون سابقون ومفكرون وباحثون من مختلف الجنسيات أن “هؤلاء الفاعلين وخاصة المقاولات تعد المحرك الرئيسي للعولمة التي تعد قوة لا محيد عنها والتي للأسف تقسم الأمم وتهدد في بعض الأحيان بإثارة التوترات”. وفي موضوع الهجرة، دعت المسؤولية الأمريكية السابقة بإدارة بيل كلينتون إلى تعاون دولي لحل مشاكلها، مؤكدة أن “الهجرة تعد بطبيعتها ظاهرة دولية، لا يمكن حلها إلا عن طريق التعاون الدولي”، مبرزة أن “الناس يقررون أن يهاجروا نحو بلدان أخرى لأسباب وجيهة، بالرغم من أنهم يفضلون البقاء في بلدانهم، حيث توجد عائلاتهم، وحيث يعرف الجميع أسماءهم ويتقبل عاداتهم”. وأضافت بهذا الخصوص، أن الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص لمغادرة أوطانهم للإقامة بالخارج مختلفة، مثل عدم احترام الحقوق الأساسية والفقر والعنف والحروب والنزاعات المسلحة، مضيفة أن البعض يعزون إشكالية الهجرة إلى السياسات المعتمدة في هذا المجال ذاتها، ولكن أسباب الأزمة كثيرة ومعقدة، خصوصا سوء الحكامة والتغيرات المناخية والصعوبات الاقتصادية والديمقراطية. وسجلت رئيسة “أولبرايت ستونبريدج غروب” من جهة أخرى، أن الهجرة من تعد من القضايا الشائكة في مجال السياسة العمومية، التي لا يوجد لها جواب وحيد وفوري، مشددة على أن الأمر يتعلق بمسؤولية مشتركة”، مؤكدة أن التحديات المرتبطة بالهجرة لا يمكن رفعها دون تعاون دولي فعال، مبرزة أن الطريقة الوحيدة لتسوية هذه القضية هي اللجوء إلى أدوات من قبيل الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة ومنظمة ومنتظمة.