شن حزب التجمع الوطني للأحرار هجوما غير مسبوق على وزير الفلاحة الأسبق في عهد حكومة عبد الرحمان اليوسفي، إسماعيل العلوي، قائلا إنه “لو كان العلوي قد أفاد المغرب بخبرته “المستنيرة” في الوقت الذي كان فيه مسؤولاً عن هذا القطاع، فكان من المنطقي إذن أن لا نشهد واحدة من أفقر ثلاث سنوات في تاريخ فلاحتنا الوطنية”. وجاء هجوم حزب الأحرار على القيادي التقدمي، بعد ندوة نظمها حزب التقدم والاشتراكية يوم الخميس الماضي بالقنطيرة حول “أي سياسة فلاحية من أجل تنمية اقتصادية مدمجة؟”، والتي طالب فيها العلوي بتقييم مخطط المغرب الأخضر، منتقدا تركيز الأخير على الفلاحة العصرية وتهميش الفلاحة التقليدية التي تهم عددا كبيرا من السكان. وعبر الأحرار من خلال مقال نشره عبر موقعه الرسمي وعنونه ب”عفوا .. لست أهلا لإعطاء الدروس”، عن أسفه ل”من يريد أن يثير الانتباه حوله للعودة للساحة السياسية، أن يتخذ من القطاع الفلاحي مطية له”، معتبرا أن “الكل أصبح خبيرا في الفلاحة وفي العالم القروي. القطاع المتميز والمزدهر، مثل العشب الجيد، يجذب الطفيليات”. وأشار حزب الأحرار إلى أن العلوي لم يستطع أن يفهم حجم الازدهار الذي يعرفه القطاع “نظراً لمعرفته المحدودة بالقطاع الفلاحي، الذي لم يثق يوما بإمكانياته، وهذا باعترافه الشخصي”، مضيفا أن “ما كان يهمه في تلك المرحلة هو المنصب الوزاري، وليس تنمية القطاع والسهر على تطويره”، داعيا العلوي إلى عدم إعطاء النصح والتقييم لقطاع كان يبخسه. وأوضح حزب الأحرار أن “ما قد يدعي العلوي بكونه حصيلة له، هو في واقع الأمر انهيار حقيقي على جميع المستويات. فمبيعات الجرارات في عهده لم تتجاوز 100 جرار في السنة، في حين أنها تبلغ اليوم 3000 جرار / سنة، وميزانية الاستثمار المخصصة للري أضعفت أربع مرات بين بداية ولايته ونهايتها”، مبرزا أن ولايته كانت كارثية على دخل الفلاحين. وأضاف الحزب: “الأسوأ من كل هذا، في رأي المراقبين في تلك الفترة، أن السيد العلوي أفسد كل آمال وخطط التنمية التي جلبها سلفه السيد الحبيب المالكي، والذي حمل رؤية تنمية طويلة المدى، غير أن السيد العلوي اختار وضعها في سلة المهملات بسبب التنافس والحسابات الضيقة، أو ربما لعدم الكفاءة من أجل مواصلة العمل والوقوف على تنفيذه على أرض الميدان”. وأكد أنه “من غير المعقول إذن، وبهذه الحصيلة الهزيلة التي يجرها وراءه، أن يسمح لنفسه بالتنظير في الفلاحة وإعطاء الدروس. هل استوعب السيد العلوي مخطط المغرب الأخضر؟ أم توقف تاريخ الفلاحة عنده في عام 2003؟”، مشيرا بلغة ساخرة إلى أن “الاستثناء الوحيد الذي يمكن أن يحاضر فيه السيد العلوي حول موضوع ما، سيكون حول موضوع كيف تفسد وتدمر قطاعا ذا إمكانيات، وكيف تبطئ وثيرة نموه، وكيف تحرم المغاربة من إمكانياته ومؤهلاته. ففي هذا المجال وبدون أي منافسة، يعتبر أكثر خبرة وتجربة” وفق تعبير المقال.