جدار زوج بغال، هو أخ غير الشقيق لجدار برلين الذي كان يفصل بين عالمين، بين قطبين، بين القطب الشيوعي و الرأسمالي، فجدار زوج بغال بدوره يحمل صفات أخيه الميت، يفصل بين شعبين لا يمكنهما الانفصال ولا الانشطار بتاتا،شعبين لهما نفس المصير ونفس التاريخ المشترك، ويشتركان أيضا في وحدة الدين واللغة، وبل لنا قرابة الدم مع إخواننا الجزائريين، كما للجزائريين من إخوانهم المغاربة قرابة النسب، فجدار زوج بغال أو جدار العقيد لطفيوجهان لعملة التفريق والتمزيق. غير أن الصراعات السياسية عصفت بكل أحلام الشعبين باندماج في المغرب العربي الكبير وبأخص بين المغرب والجزائر، فمنذ 1994 على عبور أخر عائلة من وجدة إلى مغنية لم يفتح بعد هذا الحاجز، ولكن إلى متى هذا الجدار سيبقى يقسمنا إلى نصفين…؟ فقد سقط جدار برلين ولما لا يسقط جدار زوج بغال عاجلا غير اجلا…؟ علاوة على أن يكون جدار يفصل بين شطري وجدة الشرقية و وجدة الغربية، على شاكلة ألمانيا الغربية والشرقية،فهو أكبر وصمة عار يمكن أن تتصورعلى جبن المغاربة والجزائريين على حد السواء، فإلى الأمس القريب شهدنا الاتفاق التاريخي بين الكوريتين الذي ينهى 65 سنة من التوتر والصراع الدائم، وقبله منذ قرابة 30سنة من سقوط جدار برلين، فلما لا نشهد في سنة 2019 سقوط جدار زوج بغال، وينتهى المغرب العربي وشمال إفريقيا من صراع الكل كان فيه خاسر بكل المقاييس. فحكاية جدارنا لا تتلخص فقط في مآسي عائلات تفرقها حدود موصودة، أو أسلاك شائك تحجب حركات العبور في الاتجاهين، وإنما هي أكبر بذلك بكثير، فهذا الجدار، الذي يطلق عليه بالمناسبة جدار العار، يقطع الطريق بين حضارتين، بين ثقافتين، بين شعبينتاريخهما مشترك ولا يمكن بأي حال من الاحوال إلا أن يكون مستقبلهما مشترك أراد من أراد وكره من كره. فبهذالا يعدو كون جدار العار عائق أمام مستقبل المغرب العربي الكبير نحو التكامل والاندماج ضمن قالب الاتحاد المغربي العربي، تستفيد منه كل شعوب المنطقة بداية من ليبيا وتونس، مرورا من المغرب والجزائر، من دون إغفال موريتانيا. فما الذي ربحه المغرب العربي طول عقدين ونيف من حرب بارد تدور بين دولا يجمعها أكثر مما يفرقها. ولا أود التصريح ها هنا، بأن المغرب والجزائر أضاعوا 25 سنة من أجل لا شيء، لكن أجد نفسي مرغما على القول ذلك،ولكن تمت فرصة تاريخية يمكن معها تجنب إهدار المزيد من الزمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي على شعوب المنطقة بإطلاق مبادرة إسقاط جدار زوج بغال. فهل نشهد بحلول سنة 2019 نهاية الحرب الباردة بين المغرب والجزائر..؟ وهل نعلن في سنة 2019 بداية التاريخ بتوقيت زوج بغال…؟ فمتى تعلنون سقوط جدار زوج بغال…؟ وفي الختام: “من الرباط هنا الجزائر”