نص مسرحي مدرسي : مسرحية مدرسية يؤديها الأطفال ( من 7 إلى 10 سنوات ) ، و هي موجهة للكبار . مضمون المسرحية : السعادة هي إحساس نفسي داخلي يشعر معه الطفل بالرضا والغبطة و الطمأنينة و الأريحية و البهجة ، و هي حالة تجعله يحكم على حياته بأنها حياة جميلة و مستقرة ، خالية من الآلام و الضغوط على الأقل من وجهة نظره كطفل . لكن هاته السعادة لها أسباب تؤدي إليها ؛ من المفيد جدا أن يتعرف أهمّها كل من الطفل نفسه ، و الأسرة ، من خلال هذا النص المسرحي الذي يحاول أن يقربنا من الطفل أكثر . الشخصيات : السعادة . الأطفال السبعة ، و هم : كمال يوسف فاطمة خديجة أحمد علي سلمى . النص المسرحي : تخرج السعادة بفستان جميل إلى وسط الخشبة ، فتقف على منصة عالية قليلا ، و هي تهتف في حبور : أنا السعادة ، أنا السعادة .. أنا أعزّ ما يُطلب ، و أغلى ما يُرتجى .. ينشُدني الكبار ، كما يرتجيني الأطفال .. الأطفال ، آه آه ، أين أنتم يا صغار ، أين أنتم أحبابي ؟ في هذه اللحظة يخرج الأطفال السبعة ، و يتجمعون أمام السعادة بانتظام ، الواحد بجوار الآخر ، و يقولون بصوت واحد : نحن هنا أيتها السعادة الجميلة . السعادة : أخبروني أحبتي الأطفال : متى تحسّون بي و تشعرون بنوالي ؟ يأخذ كمال المبادرة ، و يخرج من وسط المجموعة ، و يتقدم اتجاه المنصة ، فيخاطب السعادة قائلا : أنا أحس بك أيتها السعادة الجميلة عندما أتمكن من إنجاز شيء كيفما كان ، عندما أضع أشكالا بعضها فوق بعض ، عندما أركّب أجزاء مختلطة من صور فأحصل على صورة صحيحة ، في تلك اللحظة بالذات أستشعر لذة الانتصار و القدرة و الثقة بالنفس ، فأحس بك إحساسا لا يقارن بغيره . السعادة : جميل ، هذا جميل ! يرجع كمال إلى مجموعة الأطفال . السعادة ( مشيرة بيدها إلى يوسف ) : و أنت يوسف ، متى تشعر بي ؟ يخرج يوسف ، و يتقدم اتجاه المنصة ، و ينظر إلى السعادة قائلا : أما أنا فأحس بك ، عندما أشعر بأنني إنسان مستقل ، أنجح في اتخاذ القرارات التي تخصني ، و أشارك برأيي في الأمور التي تُهمني ، كل هذا يرفع من معنوياتي ، فأحس بك أيتها السعادة إحساسا لا يوصف و لا يقدّر . يرجع كمال إلى مجموعة الأطفال . السعادة : جميل جدا ! ( تشير بيدها إلى فاطمة ) . و أنت يا فاطمة ، متى تشعرين بي ؟ تخرج فاطمة من المجموعة ، و تتوجه بالكلام إلى السعادة قائلة : أنا أجدك تسرين في كياني عندما أعتمد على ذاتي ، عندما أقود دراجتي بنفسي دون مساعدة غيري .. عندئذ أشعر بك ، فأنت تمنحينني لذة الانتصار و التحدّي مع نفسي . ترجع فاطمة إلى مكانها . السعادة : رائع يا فاطمة ! ( تشير إلى خديجة ) . و أنت يا خديجة ، متى تحسين بي ؟ تتقدم خديجة نحو المنصة ، فتجيب السعادةَ قائلة : أنا أحس أنك تجرين في عروقي كجريان الدم فيها ، كلما وجدت الذين من حولي يقدرونني ، يقدرون إنجازاتي ، و لو كانت بسيطة أو غير صحيحة أحيانا ، و يتيحون الفرصة لي للاعتماد على نفسي ، يعترفون بقدراتي ، و ينصتون لكلامي ، و يتواصلون معي نفسيا و عاطفيا .. كم أشعر بك حينئذ أيتها السعادة الجميلة ! ترجع خديجة إلى مكانها بالمجموعة . السعادة : هائل ! ( تشير السعادة إلى أحمد ) ، و أنت يا أحمد ؟ يتقدم أحمد قائلا : أما أنا ، فإنك تغمرينني كلما استشعرت احترام الآخرين لي ، استشعرت بأنهم يعترفون بقدراتي ، و يتأدبون معي ، و يستشيرونني ، و يتيحون الفرصة لي للاختيار .. فأختار اللعبة التي أحبها ، و نوع الطعام الذي أشتهيه ، و لون اللباس الذي أستهويه . السعادة : جميل أحمد ! يرجع أحمد إلى مكانه . السعادة : ( تشير إلى علي ) علي ! متى تجدني و تحس بي ؟ يتقدم علي نحو السعادة ، و يقول : إنجازاتي يجب أن تمدح ، و جهودي ينبغي أن تقدر ، و محاولاتي يحسن أن تكافأ .. كل هذا يقوي الطموح لدي و يزيد من فرص نجاحي و تفوقي ، فالثناء علي يجعلني أشعر بك باستمرار . السعادة : رائع علي ! ( تشير إلى سلمى ) و أنت سلمى ، ما قولك بخصوصي ؟ سلمى : يا لحظِّي منك كلما أحسست بحنايا المحبة تسري في كياني فتملؤه حبورا و بهجة ، محبة أمي و أبي لي من خلال اللمسة الحنونة ، و الكلام الطيب ، و القبلة ، و الأخذ بالحضن و المداعبة و الاحتكاك .. يا لحظي الرائع منك ، و الحالة هذه ! السعادة : جميل ، ما سمعته منكم جميل أيها الأطفال الأبرياء .. فعلى الكبار في محيطكم أن يطوروا قدراتهم المعرفية و التواصلية و القيادية من أجلكم ، فتنعموا بي أنا السعادة ، بتحقيق هذه المطالب مجتمعة فيكم .. فأنا أحبكم ، أحبكم . و أود دائما أن أتحقّق لكم . يتحلق الأطفال جميعهم حول المنصة التي تعتليها السعادة ، و يدورون حولها و هم يرددون في حبور : سعادتي في ضحكتي ، سعادتي في فرحتي ، سعادتي في لعبتي ، سعادتي حنان ، سعادتي أمان ، سعادتي تقدير ، سعادتي ثناء ، سعادتي أمل ، سعادتي خيال ، سعادتي في حُلمي سعادتي في حريتي .. * مهتم بالشأن التربوي