اليوم تأكدت المبادئ التي تأسس عليها الاتحاد وتجلت كل معاني المصداقية دون حاجة لصحافة تروجها أو أقلام تمدحها ... اليوم اطمأن مناضلو ومناضلات الاتحاد الوطني على حاضر ومستقبل هيئتهم وهم يرون تربص السياسة والنقابة في تدافع دقيق، فانتصرت السياسة الطاهرة وانتصرت النقابة المستقلة فلم تتضرر كل منهما وخرجت النقابة مرفوعة الرأس معلنة أن دورها القادم لن تتخلى عنه وأن للنقابة رجالها وللسياسة أهلها وأنهما مستقلتان منطقا وممارسة لكنهما متحدتان ومتلازمتان حينما يكون الهدف هو البناء والإصلاح ... جميل أن يترجل فارس من منصب المسؤولية متواضعا محترما للقانون رغم أن المنظمة لم تشبع من كفاءته وعطاءاته وهندسته الرائدة كقائد في الممارسة النقابية ، وجميل أن يتقلد فارس آخر مقاليد التسيير وهو زاهد في المسؤولية رغم صرامته .. لكن الصندوق لم يرحم توسلاته ولم يتعاطف مع رجائه في تقديم فارس من طينة طيبة ومن معدن خاص اسمه جامع المعتصم وكان مع الركب قائد ثالث وفارس شاب هو أخي وصديقي عبد الصمد مريمي الذي علقت عليه آمال القيادة لدى جمهور كبير من إخوانه لكن الصندوق أجل دون خجل رغبة محبيه ... هكذا هم فرسان الاتحاد الوطني لا يتنافسون ولا يتسابقون ولا يتشبثون ويلتصقون بالكرسي والمنصب والمسؤولية بل المسؤولية نفسها من تتنافس وتحتار في الإختيار، كيف لا تحتار وهم جزء واحد وجسد واحد وقلب واحد ... كل هذا جميل ومبشر بكثير من الخير ... لكن الأجمل منه ذاك البناء الشامخ والتراكم الرائد والدروس والعبر الرائعة في ملحمة الأخوة على مائدة القيادة ... والأجمل أيضا دموع الأخ الحلوطي وارتجاف أطرافه وخفقان قلب الرجل خوفا وإشفاقا من المسؤولية وهو الذي رأى وعايش أستاذا من وزن محمد يتيم يراود رياح الأزمات ويروّد عناد الأحداث ويتقبل غضب المناضلين بذكاء وصبر لا يعرفها إلا القادة لكنه أوصلنا جميعا كمناضلين، والنقابة كمنظمة من الهامش ومن الضعف والقلّة إلى الريادة وإلى القوة، وإلى محطة مطمئنة هادئة، لم نرى فيها الكراسي تتكسر على الجماجم ولا الحناجر تسب وتشتم ولم نرى فيها كولسة ولا حشيش وقلة حياء، ولا بيع وشراء للذمم ولم نرى الأيادي الخفية والهواتف الذكية من الداخل والخارج أو من الدولة العميقة ترسم مسار نقابتنا ... بل رأينا تنظيما محكما تزينه أوقات الصلاة صفوفا متراصة وتعطره آيات قرآنية بصوت جشي أبكت السامعين وذكرتهم بأن الإيمان والتخلويض لا يجتمعان في محطة البناء والتصحيح واتخاذ القرارات التاريخية التي سيحاسبنا الله يوما عليها ... والأجمل أن جميع المؤتمرين من مناضلي ومناضلات الاتحاد خرجوا من المؤتمر السادس وهم أكثر وعيا وأكثر حماسا بما تتطلبه المرحلة القادمة ... أتمنى من الله كجندي بسيط أن يكون عمل كل رجال ونساء هذه المنظمة خالصا لوجهه وأن يوفقهم لما فيه خير الناس وخير وطننا وأمتنا إنه على كل شيء قدير