أصدر الباحث التربوي المغربي عبد الرحيم الضاقية كتابا جديدا وسمه “بالمقاربة المجزوءاتية في التدريس”. الكتاب الصادر عن دار “ملتقى الثقافات للنشر والتوزيع”، يمتد في مائتين وستين صفحة من القطع المتوسط، ويجيب فيه عن مجموعة من الأسئلة، تتعلق بمقاربة “التدريس بالمجزوءات”، باعتبارها مقاربة تمتلك راهنية في إصلاح المنظومة التعليمية؛ بما تتيحه من مرونة ووضوح من جهة، وبما تمنحه من فضاءات واسعة للحرية في المستويين الفردي والجماعي. يجيب الباحث، في هذا الكتاب، عن مجموعة من الأسئلة، منها: ما المقصود بالمجزوءة؟ وما السياق العام الذي يبرر تبنيها؟ وما أثر التدريس بالمجزوءات على العلاقات التربوية؟ وتكمن أصالة الكتاب، وأبعاده التجديدية في الرصد الذي قام به الباحث لأهم المصطلحات والعدد البيداغوجية والديداكتيكية التي تستدعيها هذه المقاربة، والتي تراهن على إعادة توزيع الأدوار بين أطراف المثلث التعليمي التعلمي، وكذلك التنويع بين العملين الفردي والجماعي لخلق تفاعلات جديدة في الفعل التربوي. ويقدم عبد الرحيم الضاقية، انطلاقا من خبرته المهنية والبحثية، رؤية متكاملة وعملية لربط المقاربة بالمجزوءات بمدخل الكفايات، وتتجلى القيمة المضافة لهذا العمل في تقديمه للعناصر الكفيلة بالتأسيس اليومي للمجزوءة في حياة الفصول الدراسية. ومما يزيد من الطابع الإجرائي لهذا المجهود البحثي، ربطه لمقاربة التدريس بالمجزوءات، بسياق التعلم الشخصي؛ مشاريع المتعلمين وبناء تصوراتهم لسيرورة تعليمهم، ما يتخلل هذا من تجاوز للتعثرات، واحترام لوتيرة المتعلمين، وتنويعا لتدبير الزمن التربوي. وبالسياق الاجتماعي الذي يسعى، اليوم، إلى تمهين الممارسة التعليمة، وضمان شروط نجاحها وانفتاحها على محيطها. * مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – الدار البيضاء