وجه قائد حراك الريف المحكوم بالسجن 20 عاما نافذا، ناصر الزفزافي، رسالة إلى زملائه نشطاء الحراك، ناشدهم فيها بجعل ذكرى وفاة محسن فكري يوم 28 أكتوبر “محطة لتجديد القسم والعهد وإنهاء كافة الخلافات والصراعات التي من شأنها أن تشتت الشمل وتفرق الجمع وقتل آمال كل الأحرار والحرائر”. وأعلن الزفزافي في رسالته التي وجهها من داخل السجن، اطلعت عليها جريدة “العمق”، تبرأه من كل من يسيء لنساء الريف عبر الطعن في شرفهن وسبهن والتشيهر بهن، داعيا إلى “جعل نسائنا خط أحمر، أو لنحاكم أنفسنا قبل أن يحاكمنا التاريخ، فمن أساء إليهن فقد أساء للريف والتاريخ، وأنا لست منه وهو ليس مني”. وأوضح أنه حاول جاهدا أن يكون في منأى عن الصراعات الثنائية التي طفحت على السطح “بعد اختطافنا”، مشيرا إلى أنه يرفض أن “تصير هذه الصراعات والخلافات سببا في تشتيت الصفوف وإيذاء الحراك بحيث تجر ورائها مناضلين كنا ولا زلنا نعقد عليهم الأمل للإسهام الى جانب إخوتهم المختطفين في إنقاذ وتحرير المنطقة من الحصار السياسي والاقتصادي و الاجتماعي”. وأضاف بالقول: “إنني أجد نفسي ملزما كواحد من أبناء الريف لأقول كلمتي وأبدي وجهة نظري لعلها تجد آذانا صاغية وتلم الشمل، خصوصا في هذه المرحلة بالذات التي يعاني فيها الريف والوطن من المآسي والمصائب، إذا لم نكن نحن من يخاف على ريفنا ووطننا فمن سيخاف عليه؟”. وتابع قوله: “آه لو تعلمون كم يحزنني ويتقطع قلبي ألما وحزنا حين أرى خيرة المناضلين يتقاذفون فيما بينهم بالسِّباب والتخوين دون حجة ولا دليل، أو عندما اسمع بأن المرأة الريفية التي أبهرت العالم بصمودها وشجاعتها، والتي كانت دائما وأبدا سندا لأخيها وزوجها في ساحات النضال تقاوم همجية المخزن وسياساته العفنة، تتعرض اليوم للتشهير والتخوين وتُطعن في شرفها من طرف إخوانها دون أن يتحرك أحد لإيقاف هذه الجريمة الشنعاء أو لنصرتها”. واعتبر الزفزافي أنه إذا كان نشطاء الحراك عاجزين على حماية أعراض نساء المنطقة المناضلات مما يتعرضن له، “فالأجدر بنا أن لا نتباهى بتاريخنا ما دمنا لا نلتزم به، خصوصا في شق دفاع الأجداد عن عرض وشرف نسائنا، تلك المرأة التي عرفت بشجاعتها حينما كانت توقف وتنهي الصراعات القبلية أو العائلية بمجرد أن تلوح بوشاحها وسط المتعاركين والمتناحرين، فينتهي الجميع من الشجار احتراما وتقديرا ووقارا لها”. وتسائل قائد الحراك بالقول: “أولسنا نحن من عرفنا بروح التضامن والعمل الجماعي؟ فلنكن إخوة إذن لعلنا نحقق ما نصبو إليه، ودعو كل ما من شأنه أن يقتل نضالاتنا ويمحو تاريخنا، واسمحوا لي لأغتنم هذه الفرصة لأنحني إجلالا وإكبارا لجنود الخفاء المناضلين ولكل الاحرار والحرائر الذين لا يكلون ولا يملون، و لإخوانهم المستضعفين ناصرون”، خاتما رسالته ب”أحبكم بقدر حبي للريف والوطن.. عاش الريف ولا عاش من خانه”.