رصدت وزارة الثقافة والاتصال قطاع الثقافة ما يقارب 200 مليون درهم من أجل تثمين التراث المادي وغير المادي بمدينة مراكش، ووقعت مجموعة من الاتفاقيات تهم تأهيل وترميم منشآت تاريخية ومآثر، إضافة إلى مشاريع تهم على صون الذاكرة التراثية الجماعية. وفي هذا الصدد قال المندوب الجهوي لوزارة الثقافة والاتصال قطاع الثقافة بجهة مراكشآسفي، عز الدين كارا، إن حماية وصيانة تراث الجهة بشقيه المادي واللامادي يحظى بالأولوية ضمن المخطط المديري لوزارة الثقافة والاتصال الرامي إلى صيانة الموروث الحضاري المغربي وإعادة رد الاعتبار لمعالمه المعمارية والتراثية. وأضاف المندوب، حسب بلاغ صادر عن المندوبية توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن الوزارة وقعت في إطار مشروع مراكش الحاضرة المتجددة على اتفاقيتين، الأولى بقيمة 50 مليون درهم، والثانية بقيمة تناهز 20 مليون درهم، وتهم بالدرجة الأولى المباني التاريخية والنسيج العتيق لمدينة مراكش، إذ تم ترميم مجموعة من المعالم التاريخية المعمارية وفق المعايير المتعارف عليها دوليا، كما هو الشأن بالنسبة لقصر البديع الذي أضحى في حلة أصيلة تليق برمزيته التاريخية والتراثية، والأمر نفسه ينطبق على محيط جامع الكتبية الذي استفاد هو الآخر من أشغال ترميمية. وأضاف أن أشغال ترميم الشطر الثاني من المعلمة التاريخية لقصر الباهية وأسواره متواصلة ، بالإضافة إلى مشاريع أخرى مهمة كمشروع ترميم المنارة ومشروع ترميم قبة المرابطين. وأشار المندوب الجهوي، حسب المصدر نفسه، إلى أن وزارة الثقافة تعكف في الفترة الحالية على تنزيل مجموعة من المشاريع الأخرى في الأيام المقبلة تستهدف ترميم الأبواب والأسوار التاريخية لمدينة مراكش، مذكرا في هذا السياق، بالتوقيع على اتفاقية شراكة مع عمالة مراكش لتنزيل مشروع مدينة الفنون بغلاف مالي تصل قيمته لحوالي 60 مليون درهم تساهم فيه وزارة الثقافة والاتصال بمبلغ يناهز 10 ملايين درهم. كما شدد عز الدين كارا، على صون الذاكرة التراثية الجماعية من خلال دراسة مشروع إحداث مركز للتوثيق بحي القزادرية بالمدينة العتيقة، ومركز ثاني للتوثيق على درجة كبيرة من الأهمية بالموقع الأثري لجبل إيغود، بالإضافة إلى مركز ثالث للتوثيق بالموقع الأثري لأغمات يتضمن متحفا للقى الأثرية التي تم العثور عليها على امتداد سنوات من البحث الأركيولوجي بالمنطقة.