دخلت حركة التوحيد والإصلاح على خط الجدل الذي أثاره القيادي في الحركة محمد يتيم، إثر ظهوره رفقة فتاة غير محجبة بأحد شوارع العاصمة الفرنسية باريس، معتبرة أن وزير الشغل “وقع في بعض الأخطاء غير المقبولة، جعلته يخل ببعض ضوابط الخطبة وحدودها، ويتصرف بما لا يليق بمقامه، ويضع نفسه في مواطن الشبهة، وهو ما تم تنبيهه إليه”. جاء ذلك خلال اجتماع للمكتب التنفيذي للحركة، أمس الثلاثاء، خُصص لما تم تداوله في وسائل الإعلام من صور متعلقة بمحمد يتيم، وما تلاها من تعليقات وتدوينات في وسائط التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. وأوضحت الحركة في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أنها “تعتز بقيم الاسلام في التناصح وتقويم الاعوجاج، مع الإحسان في كل ذلك، والحرص على الإخلاص والتجرد، وتحري الصواب في القول، وتجنب التجريح واللمز، مع الحرص على خلقي الحلم والأناة اللذين يحبهما الله تعالى”. وكان يتيم قد كشف في مقابلة حصرية مع جريدة “العمق”، عن تفاصيل وحقيقة سفره للعاصمة الفرنسية باريس رفقة سيدة، وظهوره في عدة صور معها في الشارع العام بباريس، مقدما أجوبة عن مختلف الأسئلة التي شغلت الرأي العام والمنتسبين لمشروع العدالة والتنمية، والتي من ضمنها اختيار فتاة غير محجبة للزواج. اقرأ أيضا: يتيم يحكي للعمق تفاصيل سفره إلى باريس وظهوره في صور مع سيدة الحركة شددت في بلاغها على أن ميثاقها يعتبر أن المرجعية العليا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويجعلهما المصدرَ الأعلى لكل مبادئ الحركة ومقاصدها، وروحَ منهجها، والموجِّهَ الأسمى لاختياراتها واجتهاداتها، وما تضمَّنَاهُ يعلو على آرائنا وقوانيننا وقراراتنا، لافتة إلى أنها تعاملت مع القضية “انسجاما مع منهجها القائم على ضرورة التثبت من الوقائع، واستجلاء ما أمكن من المعطيات والحيثيات من مصادرها” وأشارت الحركة إلى أنها حريصة على أن يتم عملها في احترام تام لمقتضيات الدستور والقانون، مع تأطير اجتهاداتها انطلاقا من “الاختيارات المغربية الجامعة في التدين والتمذهب، وهو ما تعكسه وثائقها التربوية والتكوينية في قضايا الأسرة والعلاقات بين الجنسين، وخاصة ما يتعلق منها باللباس وأحكام الخطبة وضوابطها الشرعية”. وأضاف البلاغ أن الحركة “تُغلب مصلحة حفظ الأسرة وتماسكها، وتدعو إلى مراعاة أحكام الشرع عند إنشائها، أو عند تعرضها للاهتزاز، انطلاقا من قوله تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}. وتعتبر تصرف الفرد في أموره الشخصية مُقيدا باحترام النظام العام، وبمنع إيقاع الضرر على الغير”. وترى الحركة أن “العدل في الحكم على الناس على اختلاف مراتبهم ومستوياتهم منهج إسلامي أصيل، يزكيه قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ}. ومن مقتضياته وزن التصرفات بميزان الشرع دون إفراط ولا تفريط”. وعلى ضوء ما سبق وبعد التثبت والتحري والوقوف على توضيحات محمد يتيم، ومع حفظ ما له من سابقة وإسهام محمود، تضيف الحركة، “فإننا نسجل أنه وقع في بعض الأخطاء غير المقبولة، جعلته يخل ببعض ضوابط الخطبة وحدودها، ويتصرف بما لا يليق بمقامه، ويضع نفسه في مواطن الشبهة. وهو ما تم تنبيهه إليه”. ووجه المكتب التنفيذي نداء إلى كافة أعضاء الحركة ب”أن ينتصروا للقيم والمبادئ، ويرابطوا على الخير والصلاح في الرخاء وفي الشدة، وأن يتمسكوا بالمنهج الذي اخترناه على بصيرة، والذي يتأسس على الأفكار والمبادئ وليس على الذوات والأشخاص. فنحن نعرف الأشخاص بمبادئنا قبل أن نعرف مبادئنا بالأشخاص. ونعرف الحق بالحق ولا نعرف الحق بالرجال”.