في هذه المقابلة الحصرية مع وزير التشغيل والإدماج المهني، والقيادي الإسلامي البارز محمد يتيم، يتحدث محاورنا عن تفاصيل وحقيقة سفره للعاصمة الفرنسية باريس رفقة سيدة، وأيضا عن ظهوره في عدة صور معها في الشارع العام بباريس. في هذا الحوار الخاص أكد محمد يتيم لموقع “العمق” أنه لم يسافر مع خطيبته إلى باريس وأنهما لم يكونا يقيماني معا وأن الأمر تم بعلم أسرتها بعد خطوبة رسمية علنية وموثقة. محمد يتيم قدم أجوبة عن مختلف الأسئلة التي شغلت الرأي العام والمنتسبين لمشروع العدالة والتنمية، والتي من ضمنها اختيار فتاة غير محجبة للزواج.
وفيما يلي نص الحوار:
س : انتشرت على بعض التواصل الاجتماعي صور لك مع سيدة في إحدى شوارع باريس في وقت متأخر من الليل وكثر الكلام في الموضوع وتحدث البعض عن سفر ” عشق ” مع المعنية بالأمر . ما حقيقة ذلك؟ ج:أولا استنكر هذا الفعل الشنيع الذي يترصد الناس ويتبع حركاتهم وسكناتهم ، ليلتقط صورا يخرجها عن سياقها ويقرأها على هواه ويعتبرها دليل إدانة ، لم أكن أود الخوض في الموضوع لولا إلحاح عدد من الإخوة على ضرورة البيان والتوضيح، وأود أن أوضح أولا أن العلاقة التي تربطني بالمعنية بالأمر هي علاقة خطبة رسمية فهي إذن خطيبة بكل معاني الكلمة ومقتضياتها، والعلاقة بيننا مضبوطة بضوابط الخطوبة الشرعية والاجتماعية في انتظار توثيقها، حيث إنني أواظب منذ الخطبة على زيارة أَهلها في المناسبات الدينية والاجتماعية !! وهذا الأمر معلوم حتى لدى أفراد أسرتي وليس سرا. المسالة الثانية أوأكد لك أننا لم نسافر معا إلى باريس ولم نكن نقيم معا، وسفرنا ووصولنا لباريس كان في يومين مختلفين ولأغراض مختلفة، حيث ذهبت أنا لتأطير نشاط حزبي في حين ذهبت هي في رحلة من رحلات التكلفة المنخفضة التي تحجز سلفا منذ وقت بعيد لأغراض عائلية واقتناء حاجيات شخصية كما دأبت على ذلك من حين لآخر قبل خطبتنا، والتقينا من أجل تناول وجبة عشاء في أحد المطاعم والتقاؤنا في باريس كان على علم من أهلها ولو كان الأمر غير ما أقول لكان لأهلها موقف آخر من الصور المنشورة لو علموا أن علاقتنا علاقة غير جادة. وحيث أن الإفطار في رمضان في الصيف في أوروبا يتأخر ونفس الشيء بالنسبة لوجبة العشاء التي هي في نفس الوقت وجبة سحور كان من الطبيعي أن أرافقها إلى غاية مقر إقامتها ومن الطبيعي أيضا أن نتأخر بسبب تأخر الإفطار، أولا ثم تأخر وجبة العشاء – السحور في آن واحد، وللأسف سعى البعض أن يعطي للموضوع بعدا آخر ويستغله في اتجاه آخر وآن يقرأه قراءة آثمة، وكان على البعض ممن صال وجال في قذفنا واتهامنا أن يستحضر قوله تعالى : ” لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا سبحانك هذا بهتان عظيم” .
س : البعض يشكك في قضية الخطوبة ويعتبرها مجرد محاولة تغطية على علاقة غرامية بينكما، حتى أن كثيرا من مناضلي الحزب وأعضاء الحركة صدموا بالموضوع ؟ ج: أوأكد لك أنها خطبة حقيقية وتمت بطريقة رسمية ومعلنة ولو كان الأمر غير ذلك لكان لأهلها موقف آخر من الصور المنشورة كما قلت، حفل الخطبة من جهة ثانية موثق، ثم أني حرصت على إحاطة عزمي على الزواج مجددا بكافة الاحتياطات التي ترفع عنه كافة الشبهات ومنها الإشعار المسبق لعدد من المسؤولين في الهيئات التي أشتغل فيها من حزب وحركة ونقابة، قبل الإقدام على الخطبة. ثانيا : خلال كل المراحل والخطوات حرصت على أن آتي البيوت من أبوابها ولذلك كانت علاقة مسؤولة مرت من خلال أسرتها، رغم أنه كان ممن الممكن الاستغناء عن ذلك فقهيا حيث أنها راشدة يجوز لها أن تقرر لوحدها في شأن زواجها . لقد بادرت أولا إلى مفاتحة أسرتها من خلال أحد أصدقاء العائلة وهو مناضل في النقابة، ثانيا أن أسرتها هي من تولت عرض المقترح عليها لنيل موافقتها قبل أن أتقدم بطلب يدها وخطبتها مباشرة وبطريقة رسمية، حدثت تلك الخطبة عبر محطتين: الأولى في شهر ماي حيث تقدمت لأسرتها للتعرف عليهم وطلب يدها وليتعرفوا علي واسمع موافقتهم مباشرة، تم ذلك بحضور بعض الإخوة الذين يشتغلون معي في ديوان الوزارة، وبعض المسؤولين في النقابة بعد اطلاعهم على الدوافع والمبررات، ثم في آواخر شهر يونيو الماضي تم تنظيم حفل الخطوبة بطريقة رسمية وهو الحفل الذي دعي له وحضره عدد أوسع من مناضلي وأعضاء الهيئات التي أشتغل فيها، و اعتذر عن حضورها بعضهم الآخر لارتباطات سابقة إضافة إلى عدد من أفراد أسرة وعائلة المعنية بالأمر نساء ورجالا، على أمل توثيق الزواج في أسرع وقت بعد إيقاع الطلاق من الزوجة الأولى بعد أن تبين استحالة استمرار العشرة بيننا .
س: يؤاخذ عليك بعض المدونين وخاصة بعض أعضاء الحركة والحزب وأحيانا بعض الخصوم أو المستهدفين لشخصك وحزبك، أنك اخترت فتاة غير محجبة وهو ما لا يليق بك أنت كرمز من رموز الحركة والحزب كيف ترد على هذا الأمر؟ دعنا أولا: نضع بعض النقط على الحروف الإسلام كما هو معلوم أباح الزواج من الكتابية التي هي على عقيدة أخرى وشريعة أخرى وفيه إشارة إلى أن مؤسسة الزواج هي مؤسسة دامجة بالطبيعة وتوفر فرصة أكبر لتقليص الفوارق على مستوى العقيدة أو الأخلاق أو السلوك. المسالة الثانية: هي أننا في حاجة إلى مراجعة عدد من التصورات المحكومة بالنزعة الطائفية أو الانتماء الحركي أو السياسي، وكذلك فعل الإسلام والمسلمون على تاريخهم حين تحولت علاقات المصاهرة إلى التقريب بين الديانات والطوائف والقبائل والشعوب. المسالة الثالثة: أن مسالة الحجاب التي كانت مرتبطة فيما سبق في الأصل بالانتماء التنظيمي أو الحركي لم تعد كذلك، كما أنها لم تعد كما كانت من قبل معيارًا للتدين والالتزام الأخلاقي، دون أن أعني بذلك أنها ليست عنوانا لها بالنسبة لمن يرتدينه اقتناعا وإيمانا. وهذه مسالة عامة. إن الحجاب أو الستر أو الاحتشام ليس شكلا وإنما ينبغي أن يكون ناتجا عن إيمان ووعي. ومن قناعاتي القديمة التي لم تتغير فإنه كما لا إكراه في الدين أي العقيدة التي هي الأصل فلا إكراه أيضا على السلوك ومنه ارتداء الحجاب الذي يتعين أن يكون صادرا عن قناعة وأن يقع التحول إليه بالرفق والتدرج، وأوأكد لك أن السيدة التي خطبتها متدينة متطلعة إلى تحسين تدينها ومتفهمة وموافقة على كون الوضع الاعتباري لزوجها المفترض يفرض عليها تحولا على هذا المستوى تدريجيا.