اعتبر عثمان زياني أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بكلية الحقوق بوجدة، أن “الرهانات التشريعية المقبلة هي مربط فهم الصراعات، وسبب تبادل هذه الاتهامات بين البيجيدي والأحرار”. وأوضح زياني في تصريح لجريدة “العمق” أن “بلاغة تصريحات المسؤولين من كلا الحزبين تذهب في اتجاه تأكيد أن هناك صراع خفي تحركه دوافع انتخابية سابقة لأوانها، ولعل في سياق استحضار الحركية التي يعرفها حزب التجمع الوطني للأحرار وتصريحات قياداته دلالة على أن الحزب يحاول تعبيد الطريق نحو رئاسة الحكومة، مما يدفعه إلى استعمال كل الأسلحة لنيل هذا المبتغى السياسي الذي يصطدم برغبة حزب العدالة والتنمية بالحفاظ على موقع الصدارة في المشهد السياسي والانتخابي، مما يجعل تحالف الأغلبية تحت إيقاع هذه الرهانات المتعارضة والصراعات التي ستزيد من منسوب التصدع والشرخ”. وأشار الجامعي المغربي “أن المسألة لها ارتباط بجملة من المتغيرات المتحكمة في إفراز هذه الطبيعة التفككية للتحالفات خصوصا على مستوى علاقة حزب العدالة والتنمية بحزب التجمع الوطني للاحرار،” قبل أن يردف معلقا “التحالف في مقام أول نعتبر ولادته غير طبيعية لأنه بالعودة إلى المخاضات الأولى سواء المتعلقة ب”البلوكاج الحكومي” أو ارهاصات تشكيل حكومة العثماني تنجلي حقيقة هذا التحالف الذي لم يبن على أسس سليمة ومعقولة”. واعتبر زياني من جانب آخر أن “وجود حزب التجمع الوطني للأحرار في حد ذاته كان قسريا ومفروضا للعب دور أساسي وهو كبح ولجم حزب العدالة والتنمية من داخل الأغلبية الحكومية، فعلى الرغم من وجود ميثاق للأغلبية، إلا انه لن يستطيع تفكيك فتيل حالة التنازعية والصراعات الخفية /الظاهرة القائمة بين الحزبين والتي تظهر بين الفينة والأخرى”. وفي نفس السياق، زاد المتحدث قائلا: “من الطبيعي أن نشهد على تبادل الاتهامات وهذا التحالف يمكن وسمه بتحالف الأعداء، والمتغير الآخر له علاقة بالمرجعية الحزبية المؤطرة لهذه التحالفات ،فالأكيد أن هناك تباينات شتى تصل إلى حد التضاد والتناقض”. وتابع زياني قائلا: “ويبقى أيضا الجانب المتعلق بتحكمية معيار المصلحة الحزبية الذي يذكي حتما هذه الصراعات بسبب تصادم رهانات كل حزب من داخل الأغلبية،خصوصا وان حزب التجمع الوطني يتصرف وكأنه الحزب الذي حصل على الأغلبية البرلمانية”. واستطرد زياني قائلا “بالإضافة إلى أنه يملك ما يمكن أن نصطلح عليه “السوبير وزير”السيد أخنوش” الذي يملك سلطة نافذة قد تتجاوز سلطة رئيس الحكومة في حد ذاته ،”حلى حد تعبيره.